كلُ نفس بشرية تسعى لتكونَ مميّزةً في محيطها، وأسوةً لمن يقلُ عنها تميزاً، هذا التألق إنما هو مطلب تبحث عنه النفوس، وتسعى وراءه العقول، فإليكم في هذا المقال ستَ قُبعاتٍ إن ارتديتها في حياتك العلميّة والعمليّة، ستُبرز شخصيتَك إلى درجاتٍ تجعل ممن يعرفك ينظرُ إليكَ من منظور التميّز .

 

  • الرغبة العميقة لتحقيق الهدف

أعتقدُ أن تواجدَ الرغبة العميقة في شخصِك، هي القانون الأول للمكسب، والدافع الأكثر تأثيراً بالعمل، فإنَّ امتلاكَك للرغبةِ في النجاحِ امتلاكًا عميقًا، سَيُساهم في ترسيخِ فكرةِ النجاحِ في عقلك الباطني، وبالتالي ستصبح عادة؛ لذا استمر بجعل إيمانك من الداخل قويا؛ حتى تصبحَ بمرورِ الأيام عادةً تسمو بك كشخص مميّز، فشَتانِ ما بين شخصيّةٍ لديها هذا الإيمان وشخصيّةٍ تفتقره.

  • قدّم لقدراتِك الثّقة العمياء

إنَّ قدراتِك هي التي يمكن لها أن تحددَ إلى أيّ مكان باستطاعتك الوصول، والأمر هنا أيضاً نسبيّ، فكونك تمتلك قدراتٍ لا تسمح لك مثلاً أن تكونَ مديراً لخمسِ شركات لا يعني أنَّك لن تستطيعَ أن تكون كذلك مطلقًا، فهناك قدراتٌ ثابتة، وأخرى متغيرة، عزّز نفسك باكتسابِ القُدرات المتغيّرة، تلك التي تتكيف مع الوقت والمكان بشكل مناسب؛ فالمتغيرة تعني المتطورة، أما الثابتة هي تلك التي لن تسمحَ لك أبدًا بأن تكون مديرًا لخمسِ شركات.

بشكلٍ آخر، تعتمد قدراتًك على رَكيزةٍ معينة، وهي مواطنُ القوة ومواطن الضعف، دائمًا اعمل على جعلِ مواطنِ القوة تقوم بتطوير مواطن الضعف. إنَّ الثقة العمياء بقدراتك ستوصلك إلى برٍ يجعل منك ذلك الشخصَ المميّز.

 

 

  • التزم التعلم ما دمت حيّاً

اقرأ واستمع، ناقش واعترض، جادل ولا تبقَ كالريشة تحركها أي نسمة هواء، كُن ثابتاً في شخصيتك ولكن، لا تكن متعصبًا، ولا تَمُت وأنت تدافعُ عن أفكارك ومعتقداتك؛ فقَد تكون أنت على خطأ، إنَّك لست معصوماً عنه، استثمر عقلَك في كل صغيرةٍ وكبيرة دون انقطاع، غامر وجرّب كلَّ جديد؛ فقيمتك وتميزك يزدادان كلما تعلمت أمورًا جديدةً مجديّة، حتى في سوق العمل؛ لأن هذا يزيد من عوائدك وبالتالي تَبرُز قيمتَك المتميّزة.

  • الاستمرار في التركيز

يعني مدى اعتمادك على التعلق بأهدافك، أولوياتك، ومدى قدرتك على الإنجاز بشكلٍ أفضل في كلِ مرةٍ، إن استمرارَك بالتركيز بما تقوم به من أعمال يعطي صورةً عن شخصيتك ما إذا كانت فريدةً وتضع اهتمامًا لكلِ شيء، أو لا مبالية بعيدةً عن التميّز خاصةً في قطاع العمل.

  • الخروج عن المألوف

لن يُنظرَ إليك من منظور التميّز ما دمت متعلقًا بمنطقة الراحة الخاصة بك، وملتزمًا بمنطقة معينة في العيش، ضع سهمًا في عقلك أن التغيير عادةً ما يكون مفيدًا لك، وأنَّ خوضَك بكل جديد، عادةً ما يَخلقُ لك فرصًا جديدة قد تُبرزك بمحيطك وتنمو بك للأفضل.

  • مزّق قبعة الخوف

نعم، هي قبعة لا بد منها، إنها أكثر القبعات التي قد تؤثر على شخصيتك العاطفيّة، ومنها ستؤثر على عقلانيّة الفِكر لديك، ضع هذه القبعةَ في قائمةٍ بعيدة عن أولوياتك، فهذه بالذات سَتُسرّب لدماغك فكرةَ الإخفاق، وتَسرُّب فكرة كهذه سَترسمُ بمخيلتك أنك ستفشل، وإنْ وصلتَ لهذا الفِكر فإنَّك حتمًا سَتفشل، على خلافِ ما إذا فكرتَ بالنجاح، إنَّ الأمر نسبيٌّ هنا، يعتمدُ التميّز من هذه الناحية على مدى تميُّز الأفكار التي زرعتَها في عقلكَ الباطنيّ.

 

 

لقد اختصر أبو الطيّب المتنبي الموضوع، ودلَّ الراغبين على طريق الوصول الى التميّز في بيت واحد؛ فقال:
“لَوْلا المَشَقّةُ سَادَ النّاسُ كُلُّهُمُ  \\  الجُودُ يُفْقِرُ وَالإقدامُ قَتّالُ”

 

ماذا عنكم أنتم؟ كم ميّزة مما ذكرت تملكونَها؟