أسبوع مقاومة الاستعمار ومناهضة الأبرتهايد الإسرائيليّ

أطلقَت مجموعاتٌ شّبابيّة في جامعة بيرزيت أسبوعَ مقاومة الاستعمار ومناهضة الأبارتهايد الإسرائيليّ بمشاركة ممثلين عن نقابة الموظّفين ولجنة الأكاديمييّن، إضافةً إلى مشاركة الحركة الطّلّابيّة في جامعة بيرزيت، انطلاقًا من دور المجتمع الأكاديميّ والشّباب الفلسطينيّ في مقاومة هذا الاحتلال الإسرائيليّ بشتّى الطّرق، وإحدى هذه الطّرق محاربة التّطبيع والمطبّعين مع دولة الاحتلال، ونشْـر ثقافة المقاطعة للمحتلّ على شتّى الصّعُد.

ويهدفُ هذا الأسبوع إلى التّواصل مع أكثرَ من 100 جامعة عربيّة وعالميّة بهدف توضيح الصّورة الاستعماريّة لهذا المحتل الإسرائيليّ، ومنع إرسال الدّعم المؤسّسيّ للجامعات الإسرائيليّة، ومقاطعة الجامعات الإسرائيليّة ووقْف التّطبيع ومنْع المحاولات الدّاخليّة والخارجيّة الّتي تهدف للتّقليل من حدّة النّظرة الشّعبيّة والعربيّة للمطبّعين – تحت أيّ شعارٍ وأيّ مسمّى –  وما ينعكس بذلك على نوعٍ من التّقبّل لهذا الواقع، ومن ثمّ اعتباره أمرًا طبيعيّا، وأيّ كارثةٍ أكبرُ من أن يصبح وجود المستعمر والقاتل أمرًا طبيعيًّا نحياه كلّ يوم.

يُذكرُ أنّ إدارة جامعة بيرزيت ورئاستها تبنّوا هذا الأسبوع، وتكفّلوا بالتّواصل مع الجامعات في الخارج بهذا الخصوص، هذا وترفض جامعة بيرزيت، أو كما يسميها أبناؤها (جامعة الشّهداء) المشاركة في أيّ مؤتمرٍ أو مسابقةٍ تطبيعيّة، تتواجد فيها فرقٌ من دولة الاحتلال، وقد حدث السّنة الماضية انسحابُ فريقٍ من الجامعة؛ لمشاركة وفد إسرائيليّ في تلك الفعاليّة في إحدى الدّول الأجنبيّة.

وأشارت المتحدّثة باسم لجنة الأساتذة والأكاديميين د. سامية البطمة إلى عددٍ من المؤسّسات التّطبيعيّة مع المحتل، أهمّها: (one Boyes، بذور السّلام، الصّوت الواحد) والّتي تتغنّى بشعارات الإنسانيّة والسّلام وما إلى ذلك من الشّعارات، الّتي هم أبعدُ ما يكونون عن جوهرها، ويستهدفون الأطفال بشكلٍ خاصّ؛ ليُنسوهم قضيتهم ويذيبوا القضية من قلوبهم.

ومن المجموعات الّتي شاركت، موقع بيرحكايا الّذي خرجَ إلى النّور بجهدٍ شبابيّ خالص، يعكس الحياة الجامعيّة في بيرزيت، ومجموعة نبض الشّبابيّة، وتمّ إطلاقُ الأسبوع من على مدرجِ الحديقة بجانب كلّية الآداب، أمام جموع الطّلبة، بوجودِ وصْلاتٍ غنائيّة وطنيّة، غنّى الشّابّ إياد العمريّ خلالَها قصيدة إبراهيم طوقان (موطني) بصوته النّديّ المحزن، الّذي فتح جراحاتنا وأوجاعنا، ولم ينسَوا الأسرى في سجون المحتل، فنشروا إحصائيّةً عن الانتهاكات الإسرائيليّة بحقّ الأسرى الفلسطينيين، وغنّوا

يا ظلام السّجن خيّم ::  إنّنـا نهو الظّلامـــا

وألهبوا حماسَ الجمهور بكلمات الأغنية الثوريّة (نحن الثّورة والغضب :: نحن أمل الأجيال)، وترافق مع الأصوات النّدية عزفٌ موسيقيّ جميل.

كان من الفعاليات جمعُ التّوقيعات من أقلام الطّلبة للموافقة على التّوصيات بحملة المقاطعة ومحاربة التّطبيع والمطبّعين، وتمّ تمثيل الشّعار (BDS) من خلال الطّلبة أمام ساحة كلّية الآداب، وتمّ تصويرُه من علٍ، وهذا الشّعار هو اختصارٌ لِ:  Boycott, Divestment, Sanctions، ويعني: حملات المقاطعة الإسرائيليّة، وفرض العقوبات عليها، وسحْب الاستثمارات منها.

وتجمّع عددٌ من الخطّاطين والرّسامين بثّوا لواعجَ قلوبهم بأقلامهم، فخطّوا جملة (لا للاعتقال السّياسيّ) ورسموا رسومًا بديعة تعبّر عن حالة الأسير في سجنه، والظّلم الّذي يلاقيه.

واعتبرَ الممثّلون أنّ هذه الخطوة مقدّمةٌ لخطواتٍ تالية ضمْن المشروع الّذي يهدف إلى زيادة الوعي بقضيتنا، ومحاربة التّطبيع؛ لئلّا يصبحَ أمرًا واقعًا يُلاقى باللّامبالاة؛ فالفلسطينيّ لا يقبلُ أن يُقتَل ثمّ يأتي القاتلُ؛ ليصلّي عليه صلاة الجنازة.