منذ القدم قالوا أن الهندسة تفيد صاحبها إضاءة في عقله واستقامة في فكره، لأن براهينها كلها بينة الانتظام جلية الترتيب، لا يكاد الغلط يدخل أقيستها لترتيبها وانتظامها،  فتبعد ممارستها الفكر عن الخطأ وينشأ لصاحبها عقل على ذلك المنهج.

 تميزت جامعة بيرزيت عن غيرها من الجامعات على مدار الأعوام بطلابها المتميزين في جميع المجالات وأخص بالذكر طلاب كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات.  فمنذ تأسيسها كان التدريس فيها يتم على يد كوادر من الأساتذة الحاصلين على شهادات الماجستير والدكتوراه ومن شتى بقاع العالم ليعودوا من النقطة التي بدأوا منها مسيرتهم التعليمية.

كانت بيرزيت منذ أكثر من عشرة سنوات من الجامعات التي تميز طلاب الهندسة فيها بمشاريعهم التي كانت مستوحاة من المشاكل التي نعاني منها في حياتنا اليومية، وكانت مشاريع التخرج فيها من أفضل المشاريع على مستوى جامعات فلسطين. وهنا نعرض لكم أهم المشاريع الهندسية التي قام بها الطلاب لهذا العام.


 تطبيق هاتفي لإدارة بيانات المرضى:

الطالبات إيمان أبوعياش وسلام ردايدة وفيفيان داوود، ثلاث طالبات من تخصص الهندسة الكهربائية تمكّنّ من تصميم تطبيق ذكي لأجهزة الهاتف المحمول يساعد على تنظيم إدارة بيانات المرضى ضمن بيئة سريرية محددة، وذلك بإشراف الأستاذ المتميز في دائرة الهندسة الكهربائية د. جمال صيام.

يهدف هذا التطبيق إلى تحسين الرعاية الصحية للمرضى وتنظيم مراكز الصحة بشكل عام، كما يسمح للطاقم الطبي المخول الدخول إلى بيانات المرضى وتحديثها وإرسالها للجهات المعنية، وتم تخصيص استخدامه في المرحلة الأولى لقسم أمراض القلب فقط.

وقالت الطالبة إيمان أبو عياش إن التطبيق يحتوي على قاعدة بيانات مركزية يمكن الوصول إليها عن بُعد، تقوم بتحديد مسؤولية وصلاحية أفراد الطاقم الطبي، وتعمل على تقديم الخدمة للمرضى والأطباء أينما تواجدوا، وأكدت أن التطبيق يحافظ على خصوصية المرضى ويحمي معلوماتهم الشخصية من خلال استخدام برامج حماية مختلفة لكل من الخادم والبيانات والموقع على حد سواء، وأنه يتوافق مع أنظمة التشغيل المختلفة مثل “الأندرويد” وال “آي أو أس”.

من اليميين- الطالبات إيمان وسلام وفيفيان

   كسارة حجارة للأراضي الزراعية : 

تمكن الطلاب سامح أبو غوش وصهيب منصور وباسل دلبح ومهدي السالم من كلية الهندسة والتكنولوجيا، من اختراع كسارة حجارة للأراضي الزراعية، وذلك بإشراف أستاذ دائرة الهندسة الميكانيكية والميكاترونكس د. سامح أبو عواد.

تناول المشروع  واحدة من أصعب المشاكل التي تواجه المزارعين في فلسطين،  حيث تعمل الآلة من خلال جرها بواسطة جرار زراعي وتقوم بجمع الحجارة وتكسيرها لأجزاء صغيرة جدا، وتستمد طاقتها ميكانيكا من خلال الجرار. تتكون الآلة من جزئين، يقوم الأول بجمع الحجارة أما الثاني فيعمل على تكسيرها، هذه الميزة فريدة من   نوعها ولا توجد في أي آلة مشابهة.

قال د. أبو عواد إن فكرة المشروع جاءت نتيجة الحاجة الملحة لمزارعي الأغوار لآلة تعمل على تكسير الحجارة التي تتسبب بخسائر مادية في قطاع المزروعات وإتلاف الآلات الزراعية المستخدمة في المنطقة، وأوضح أن الهدف من تكسيرها بدلا من نقلها هو زيادة نسبة الكلس في الأرض، وتعزيز نفاذية المياه إلى باطن الأرض بالإضافة لمنع تسطح الأرض في فصل الصيف مما يؤدي لمنع تبخر المياه من خلال الشقوق، وتكمن أهمية المشروع في تخفيض تكلفة إستيراد الكسارات من الخارج من خلال الإعتماد الكلي على الآلات المحلية.

الطلاب- سامح وصهيب ومهدي وباسل

 

 :نظاما ذكيا لتنظيم المواصلات 

سندس دحبور ويارا الشافعي ورغد قطينة من تخصص هندسة الحاسوب تمكّنّ من اختراع  نظام مواصلات ذكي لتنظيم حركة المركبات والأفراد في الشوارع العامة داخل المدن، وذلك بإشراف الأستاذ في دائرة الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسوب د. إياد طومار.

أوضحت الطالبة سندس دحبور أن هذا التصميم قد جاء كحل لمشكلة اكتظاظ السكان والمركبات داخل المدن والشوارع، ولتوفير حياة مريحة للمواطنين. يعمل النظام من خلال قواعد بيانات مختلفة مخزنة في عدة خوادم موزعة داخل حدود المدن، تعمل هذه القواعد البيانية على جمع المعلومات المختلفة عن حركة السير بواسطة نظام تحديد المواقع العالميGPS.

وبقوم التطبيق بالتعامل مع أماكن حوادث السير كحالة خاصة، حيث يقوم الخادم الذي يشكل قلب النظام باستقبال حزم معلوماتية من السيارات المتحركة ضمن نطاق محدد، ويقوم بحساب عدد السيارات المتواجدة في كل شارع، ونتيجة لذلك يتم التحكم بعمل الإشارات الضوئية بطريقة تعتمد على إعطاء الأولوية للشوارع الأكثر ازدحاما ولمدة زمنية تتناسب مع عدد السيارات الموجودة داخل الشارع. كما أوضحت الطالبة أن هذا النظام هو نظام مستقبلي يعتمد على وجود أنظمة ذكية تعمل معا بتناسق تام لتوفير حياة سهلة للمواطنين. أي أن إمكانية تطبيق النظام بشكل فعلي ستصبح ممكنة مستقبلا، وأن وجود نظام مواصلات ذكي داخل هذه المدن يعتبر حلاً  كافياً يقود إلى حياة مريحة للمواطنين، بالإضافة إلى المساهمة في تقليل حالات الاكتظاظ.

من اليمين – الطالبات رغد وسندس ويارا – أثناء مناقشة مشروع التخرج

 

تقليل استهلاك الطاقة عبر شبكات الانترنت السلكية:

 وسام زبن وجنين شهاب ولين حنّون من دائرة الهندسة الكهربائية والحاسوب تمكّنّ من إنجاز مشروع بحثي بعنوان “Greening of the Internet” ويهدف لتقليل استهلاك الطاقة عبر شبكات الانترنت السلكية، بإشراف أستاذ هندسة الحاسوب  د. محمد حسين.

يسعى المشروع  إلى تقليل الطاقة المُستهلكة في الساعات التي يقل فيها المعدل الكلي لاستخدام شبكة الإنترنت، من خلال استغلال الرسوم البيانية للشبكات وإيقاف تشغيل بعض الروابط المكونة لها، بالإضافة إلى تقديم آلية توضّح مواقع الروابط الأقل تأثيراً على الإنترنت باستخدام خاصّية الاتصال الطبيعي وذلك لتقليص حجم طوبولوجية الشبكة من خلال إيقاف تشغيل هذه الروابط  مما يعمل على توفير كمية كبيرة من الطاقة، حيث أن استخدام هذا الآلية يساهم في دعم جودة الخدمة وضمان الاتصال بالشبكة باستخدام خاصّية الاتصال الجبرية.

وكشفت الطالبة وسام زبن أن المشروع تضمن دراسة لمدى تأثير تقليص حجم طوبولوجية الشبكة على جودة خدمات الإنترنت، عن طريق إيجاد خوارزمية لحساب المسالك التي تحتاجها المعلومات للانتقال من المرسل إلى المستقبل قبل وبعد عملية إيقاف بعض الروابط المكونة لشبكة الإنترنت.

من اليمين – الطالبات وسام وجنين ولين – بعد الانتهاء من مناقشة مشروع التخرج

 تطبيق لقياس حجم قلب الإنسان : 

قصي صفا ورياض يحيى وعمر المحتسب من دائرة الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسوب تمكنوا من ابتكار تطبيق لقياس حجم قلب الإنسان من خلال صور الرنين المغناطيسي، بإشراف الأستاذ .عزيز قرعوش.

ويعتمد التطبيق على إيجاد حجم القلب من خلال صور الرنين المغناطيسي والتي تكون عمودية على منطقة القلب، ليظهر فيها البطين الأيسر بشكل واضح، وذلك بدلا من الطريقة اليدوية التقليدية التي يستخدمها الأطباء حاليا والتي تعتمد على التحديد اليدوي لأكثر من 200 صورة لكل مريض. وأشار صفا إلى أن هذا التطبيق يعمل على تقليل الجهد اللازم لحساب حجم القلب، وذلك بدقة عالية ووقت قصير، وأوضح أن الفكرة قد خطرت ببالهم بعد مسابقة على موقع “كاجل” المختص بالأبحاث العلمية.

من اليمين – رياض وعمر وقصي -بعد الانتهاء من مناقشة مشروع التخرج

 

  نظام يكشف الإشاعات على شبكات التواصل الاجتماعي :

تكنت الطالبات إسراء عليان ووفاء أبو مخو وازدهار شنينة، من برنامج هندسة الحاسوب والهندسة الكهربائية، من تطوير نظام للمعلومات يخص المحتوى العربي ويحاكي الزمن الحقيقي لكشف الإشاعات على شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك بإشراف أستاذ هندسة الحاسوب د. محمد حسين.

وكشفت الطالبة وفاء أبو مخو أن شبكات التواصل الاجتماعي تُشكل بيئة خصبة لنمو الإشاعات بسبب سهولة إنتاج المعلومات عليها وإعادة نشرها وتحديثها بتكلفة رخيصة نسبيا وبسرعة وجيزة مقارنة بباقي الطرق، وأوضحت أن الانتشار الكبير لاستخدام هذه الوسائل في الوقت الراهن قد ساهم  في ازدياد انتشار الإشاعات من خلالها بشكل كبير.

وأضافت أن المشروع عمل على تطوير نظام للمعلومات يتعلق بكشف الإشاعات ذات المحتوى العربي على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يعمل على كشف الإشاعات من خلال جمع المعلومات من شبكات التواصل ومقارنتها زمنيا ومعلوماتيا بمواقع الويب الأخرى من خلال استخدام خوارزميات تعليم الآلة، وأكدت أنهم حصلوا على نتائج مميزة ودقيقة باستخدام هذه الطريقة .

الطالبات ازدهار وإسراء ووفاء

 

……هل لديك ابداع في مشروعك الهندسي ؟ شاركنا ابداعك واخبرنا عنه