ندخل صرح جامعة بيرزيت لننهل منه العلم، ولنحقق حلم التخرج منه بشهادة تحمل أسماءنا وإلى جانبها لقب طبيب أو مهندس أو محاسب؛ ظناً منّا أن هذا هو الهدف الأسمى، وأننا سنجد ذواتنا في ألقابنا!

 

ولكن نجد أن جامعة بيرزيت تبني ذواتنا وتصعد بإنسانيتنا شيئا فشيئا، حيث تضم بين ثناياها وطياتها مجموعات تطوعية هادفة وراقية تهدف إلى العلو بصفة الإنسانية في قلب كل طالب، ومن هذه المجموعات الهادفة مجموعة “كأني أكلت”. كأني أكلت هي مجموعة تطوعية تقوم فكرتها على قيام أفرادها بتوفير مبلغ شهريّ من المال عن طريق تخلّيهم عن حاجاتهم الثانوية؛ لتلبية الحاجات الضرورية والأساسية لكل من يحتاج المساعدة.

رسالة مجموعة “كأني أكلت”
للمجموعة رسالة عميقة تنبض بالخير والحب؛ فرسالتها إرضاء الله أولا وإسعاد النفس بعطاءها وتربيتها على قيم الإنسانية، ومساعدة الآخرين وإدخال البهجة إلى قلوبهم من خلال توفير احتياجاتهم الضرورية، وفي هذا غرس لقيمة العطاء في كل قلب.

 

الفئات التي تستهدفها المجموعة
تهدف المجموعة إلى مساعدة أكبر عدد ممكن من مختلف فئات المجتمع، عن طريق النشاطات المختلفة والمتنوعة التي تقيمها لتلبية احتياجاتهم، وتكون المساعدة المقدمة لهم بناء على طلبهم، و في ذلك إثبات لإمكانية العمل من صغائر الأمور، وتعزيز لحب الخير والتعاون عليه.

 

صورة من إحدى الفعاليات التي نظمتها مجموعة “كأني أكلت”

 

الاسم غريب بعض الشيء .. ما سر هذا الاسم؟
أما عن سبب السر العظيم وراء الاسم الأعظم “كأني أكلت” فهو شخص كان يعيش في منطقة “فاتح” واسمه خير الدين أفندي، كان صاحبنا هذا عندما يمشي في السوق، وتتوق نفسه لشراء فاكهة، أو لحم، أو حلوى، يقول في نفسه: “صانكي يدم” يعني كأنني أكلت ثم يضع ثمن ذلك الطعـام في صندوق له، ومضت السنوات… وهو يكفّ نفسه عن لذائذ الأكل… ويكتفي بما يقيم أوده فقط. كانت النقود تزداد في صندوقه شيئا فشيئا، حتى قرر بناء مسجد صغير في الحي الذي كان يعيش فيه، ولأن أهل الحي كانوا يعرفون قصة هذا الشخص الورع الفقيـر، وكيف استطاع أن يبني هذا المسجد، أطلقوا عليه اسم “صانكي يدم” و انتشرت فكرة صاحبنا خير الدين ليعم الخير لكل مكان وصولاً إلى جامعة بيرزيت.

 

ماذا عن أعضاء المجموعة؟
عندما سئل الأعضاء عن سبب اهتمامهم بموضوع “كأني أكلت” كانت عيونهم تلمع و يبدؤون الحديث بكل شغف فيقول أحدهم “مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً” أما عضو آخر فقد عبّر عن نشاطهم بهذه العبارة “ما أنفقنا إلا لافتقارنا إليه”، و يقول آخرٌ “دخلت المجموعة لأني بحب أساعد الناس وبحب الخير إلهم وبحب أشوفهم مبسوطين، وعشان أكسب رضى ربنا”.

 

كوبون قدمته المجموعة لأسر محتاجة

 

للعطاء لذة خاصة تفوق لذة الأخذ، فكيف ينظر أعضاء “كأني أكلت” إلى هذه النعمة؟
– هكذا عبر أحد الأعضاء عن شعوره بنعمة العطاء “بحس بالفخر والسعادة، لإنه إلي دور فعال بالمجتمع، بحس الحياة صغيرة وإنه الواحد مش لازم يخلي إشي بالحياة يأثر فيه سلباً، وإنه مقارنة بغيري أنا بجنة.. تطبيقاً لقول (إلي بشوف مصيبة غيره بتهون عليه مصيبته)، بالإضافة إلى إني بكون مبسوط لما بتعرف على أشخاص عندهم حب للعطاء والخير بدون مقابل ..العطاء إشي مش إلزامي، وبنظري هو إشي مهم لأنه بنمي الشعور بالمسؤولية والإنسانية وبزيد التكافل الإجتماعي و بالتالي يؤدي لشعور الفرد بالرضى ..”

 

– وتقول إحداهنّ “سأكتفي بما قاله الدكتور وليد الفتحي: بقدر ما أعطي الآخرين من وقتي يبارك الله في وقتي وييسر أمري، وأنه عندما أقوم بوضع ١/٣ وقتي للآخرين بقدر ما سأعلو مرتبة في الدنيا والاخرة” أما عن سبب دخولها إلى المجموعة، فتقول إحداهنّ  “دخلت لإني لازم أعطي من عطاء ربنا لإلي .. وهاد أروع شعور … ويلّي بعطي ربنا بعطيه .. وإحنا بنضل فقراء لربنا لو شو ما صار معنا .. وبالآخر إحنا بنعطي من خير ربنا مش من خيرنا”، والكثير الكثير من العبارات العميقة التي تبنع من القلب حاملة في ثناياها معاني الإحسان وحب الخير.

 

من نشاطات المجموعة مع الأطفال

 

صفحة “كأني أكلت”على فيسبوك
إذا كنتم من المهتمين بمثل هذه المجموعات، تواصلوا مع أعضاء المجموعة عبر صفحتهم على فيسبوك:
كأني أكلت | بيرزيت

الحياة الجامعية في بيرزيت غنية وعميقة؛ ولكن عليك أن تسعى وتبحث عن مرادك بين أزقتها وأروقتها لتجد من المجموعات ما يبنيك ويبني ذاتك.

هل لديك معلومات عن مجموعات أخرى انضممت لها خلال مسيرتك الدراسية؟ وهل كنت تعلم من قبل عن وجود كأني أكلت في جامعتك؟