إن خوض التجربة الجامعية يعني بلا شك مواجهة مشاكل عديدة يتعرض لها مختلف الطلاب من مختلف التخصصات، وحسب عدة مقابلات تم اجرائها مع شريحة من طلاب بيرزيت، كانت هذه أبرز المشاكل:

“أبو هيك مادة”

من منّا لم يتساءل يوماً عن سبب وجود مادة معينة في تخصصه؟ فكل تخصص يحوي مادة أو أكثر، يُجمع طلاب التخصص على أنها غير ذات فائدة، فترى ذلك ظاهراً على ملامحهم وتعليقاتهم التي من أبرزها: طيب وبعدين؟ مطول الاستاذ؟ أبو هيك مادة، لو إني مش مضطر كان ما نزلتها.

مثلا، كان أحد المدرسين لمادة أخذتها سابقا، يكرر نفس الواجب في كل محاضرة، وحتى أنه كلما حاول استرجاع شيء من مكانته عند الطلاب، كان يزيد الطين بلة؛ بمحاولة تغيير شيء من أسلوب شرحه أملا في كسر الروتين ، لكن عبث!

ولا تستغرب إذا وجدت أن المتطلبات الجامعية أكثر من مواد التخصص نفسه، ومواد التخصص ليست إلا مقدمات للتخصص، فهذا الوضع الطبيعي والسليم في جامعتنا.

أما مواد سنة أولى فهي حكاية أخرى، وخصوصا في كليات مثل الآداب؛ لأنك ستكرر تجربة “التوجيهي” بكل مواده بدءا من اللغة العربية إالى اللغة الإنجليزية، وأضف إليها الجغرافيا والرياضة، ولا أحد يدرك الهدف وراء ذلك.

“التدريب ومصايبه”

أما عن التدريب، فحدث ولا حرج، فهنا تكمن معاناة الطالب الحقيقية، خاصة إذا تحتم عليه اختيار مكان تدريبه بنفسه، وطالب الإعلام هو أكثر من يلمس هذه التجربة، فتبدأ حكاية التدريب معه من مرحلة اختيار المكتب إلى مرحلة الجلوس العديم الفائدة فيه، وقد يتطور إلى الرد على مكالمات المكتب الهاتفية، أو الاكتفاء بمشاهدة عملية التحرير ليقلدها هو فيما بعد.

ولا تقتصر معاناة التدريب على طلاب الإعلام فحسب، بل يعاني منها طلبة من تخصصات أخرى كالصيدلة أو التغذية مثلا، حيث تنحصر إمكانية تدريبهم في مشفى واحد يقع في القدس، أو مشاف عديدة لكن ذلك يعتمد على واسطتهم.

نتيجة بحث الصور

“أزمة المعدات”

إن عدد المعدات والمختبرات في جامعتنا عادة ما يتناسب عكسياً مع عدد الطلاب، فلا تستغرب إذا وجدت شخصين أو ثلاثة يعملون على جهاز واحد في أحد محاضرات “اللاب”، ولا تحزن إذا حصل خلل ل” فلاشتك الجديدة” بعد وصلها بأحد حواسيبب الجامعة، لكن دائما ما يظهر الإبداع من رحم المعاناة، فقد حدث أن أوجدت صديقة لي تسجل تقريرا إذاعيا أستوديو داخل خزانتها؛ لأن استوديو الجامعة يعاني ضغطاً كبيرا في تسجيل التقارير.

 “أستاذ، آجي أشرح عنك”

 الأساتذة أشكال وأنواع وأحيانا نفسيات، لذلك لا تستغرب إذا وجدت أحد أساتذتك الكرام يستكشف معك المادة في نفس المحاضرة، وقد يكون تائهاً وحائراً أكثر منك، هنا كل ما تود قوله هو:”آجي أشرح عنك؟”.

ولكن الأكثر إزعاجا هو احتكار الأستاذ لمادة أو أكثر لأكثر من عام، خاصة إذا كان من النوع المحب لترسيب الطلاب، عندها قد ترى وجهه في بداية كل فصل جديد.

“التجارة لعب في الحارة”

يكمن النكد الحقيقي عند إخبارك الناس عن دراستك تخصصاً معيناً; فناهيك عن عدم فهمهم لماهية التخصص واستهانتهم به، تراهم يتجرأون على إطلاق أحكام معينة تفرضها رؤية المجتمع على ذلك التخصص، فمثلاً إذا كنت طالب علم حاسوب فستسمع هذه الجمل بكثرة  “بتفرمت أجهزة صح؟” أو “أغلبك تعمل هاك لهاد الحساب” أو “صلحلي تلفوني”، وغيرها.. أما طلاب التجارة  فأكثر جملة تتكرر أمامهم “أي هو كل البلد تجارة”، و”التجارة لعب في الحارة”..  لكن الجملة الأكيدة التي سيوجهها لك المجتمع بغض النظر عن تخصصك هي ” ما فش شغل”.

هذه أبرز المشاكل التي تستفز الطلاب حسب المقابلات و”الفضفضة” التي تم اجرائها معهم، ولكن من المؤكد أن هناك تفاصيل عديدة تستفزك أنت بالذات، لماذا إذا لا تشاركها معنا؟