نواجه كطلاب بعض الملل والضجر الذي يُخيّم على أجواء الصف في إحدى المحاضرات، فيبدأ كل شيءٍ في الغرفة بالتغير ، عقاربُ الساعة يصيبها الإعياء، صوت المُعلم يُصبحُ سمفونيةً من سمفونيات بيتهوفن، تبدأ التقلبات الصفية بالظهور على وجوه الطلبة، وفي هذا الوقت يبدأ الطلاب بالخروج من جو الملل إلى ممارسة هواياتهم واستكشاف مواهبهم في غرفة الصف.
فعلى سبيل المثال، بيّن جزء كبير من طلبة بيرزيت أنهم يقضون محاضراتهم المملة في ممارسة موهبتهم في الفن والرسم؛ حيث قالوا أنهم ينسجمون في الرسمة ولا يلقونَ بالًا لما يحدث داخل القاعة، بل وأن اللوحة الفنية التي يرسمونها داخل القاعة التدريسية تعتبر أفضل من تلك التي يرسمونها في أوقات فراغهم.
ولكنّ العجيب في الأمر أن هناك بعض الطلاب لا يجيدون الرسم على الإطلاق، ولكنهم قالوا أنه يُصبحُ هوايتهم المفضلة في المحاضرات المملة؛ فهم يتبعون مقولة “المحاضرات المملة تصنع الرسامين”.
على خلاف الطلبة الرسامين هناك جزءٌ من الطلاب يفضلُ أن يقضي وقته بممارسة أشياء أخرى، فمنهم على سبيل المثال من يبقى محدقًا في سقف الغرفة وكأنه يمارسُ رياضة اليوغا، ومنهم من يجلسُ بالقربِ من النافذة ويبدأ بتأمل الطبيعة والأشجار، أو ينظر إلى الطلبة في الساحة المجاورة، ومنهم من يسرحُ في أفكاره ويبدأ بسنجَ قصائده وأشعاره، ومنهم من يذهب بعيداً ويبدأ بالتخطيط إلى مشاريعه ومستقبله، وبعضهم يخطط إلى مبادراته وحل مشاكله.
وبعيداً عن التحديق والتفكير، ثمة مجموعة من الطلاب يفضلون قراءة رواية أو كتاب ثقافي، حيث يجدون المتعة في فعل ذلك بدلًا من الإنصاتِ إلى الأستاذ، وهناك جزءٌ من الطلبة يُخرجُ هاتفه الذكي ويبدأ بتصفح الإنترنت أو لعب “التركس والطرنيب” إلى أن ينقضيَ وقتُ المحاضرة.
أما الجزء الأخير من الطلاب فيرى الطاولة سريرًا للنوم، ويصبحُ لديه صوتُ المعلم آلةً موسيقية، فتتبدى لديه تلك المحاضرة غرفة مهيئة لأخذِ غفوةٍ أو قيلولة ولا يتردد أبدا في إغلاقِ عينيه والنوم حتى نهاية المحاضرة، أو بالأحرى حتى يسمع كلمة “يعطيك العافية أستاذ”.
هل تمارسون إحدى هذه الهوايات خلال المحاضرات؟ شاركونا قصصكم!