“إنّ لكلّ فعلٍ ردّ فعل مساوٍ له بالمقدار ومعاكس له بالاتجاه”، وهذا -نوعًا ما- ينطبق على بعض طلّاب السّنة الأولى في الجامعات، فنتيجة الضّغط الّذي يقع عليهم في مراحلهم الثّانويّة ينتج ردّ الفعل، و ردّ الفعل هنا هو الحماس المفرِط.
- الخروج من مرحلة الضغط
إنّ الملل والغيظ والعبء الّذي يصيب الطّلّاب في المراحل الثّانوية من حياتهم العلميّة أمرٌ لا بدّ أنّ يدفعهم للتّفكير بنمط حياةٍ جديد، والمبادرة بصنع زوايا جديدة، فيمتلكون رغبة التّخلّص من تلك الأعباء الروتينيّة، والزاوية التي سأسلّط الضّوء عليها هي: “زاويةُ الحبّ”.
- كنتُ أظنّ وأظنّ و خابَ ظنّي
الكثير من هؤلاء الطلاب يكونون في هيئة الاستعداد لدخول هذه الزاوية؛ لكنّهم في واقع الأمر كمن يدخل متاهةً من صنعِ يده، إنَّ الاندفاع والحماس الزّائد قد يهوي بهم إلى أوديّة تنسيهم الهدف الرئيسيّ من وجودهم في جامعتهم، وبالتّالي تعلّيمهم، يسيرون ضمن مخططاتٍ شعورية أكثر منها عقلانيّة، وينشئون أفكارًا تقودهم في -غالب الأمر- إلى الخيبة، خيبة الظنون.
- حكّم عقلك
أنا لا أُدني الحبّ إنما أقدسه، لكن في واقع الأمر يجب تحكّيم عقولنا في هذه الزاوية بتوازنٍ مع قلوبنا، لا أن نسير وفق منهجٍ عاطفيّ بحت، وفي ذات الوقت لا نغفل على أنّ هنالك جزءًا من القلب ينتظر نبضته الأولى! حاول التزيّن بالقلب العاقل.
- الطلاب أصناف
لو جرّبنا تصنيف الطّلّاب بشكل عام أكانوا إناثًا أم ذكورًا من حيث المآخذ التي يتبعونها في مرحلتهم الأولى في الجامعة، لوجدنا أنَّ بعضهم يتخذُ من الصّداقة قوّة ليزهرَ بها في مجتمعه الجامعي، وبعضٌ آخر يستغلّ علاقاته الواسعة وطبعه الاجتماعيّ ليصنعَ مجده الخاصّ، آخرون يشدون القبضة على قلوبهم و القبضةَ الأخرى على كتبهم ساعينَ إلى الحصول على لقب “نِيرْد”، أو لو توجّهنا للأنسب، فإنهم يتمسكون بالدراسة جيدًا و يتركون لقب “نيرد” ليمارسه زملاؤهم عليهم، وفئةٌ رابعة تأخذ منظور الحبّ كمتطلب جامعيّ لا بدَّ منه، معتمدين فكرةَ أنَّه نمطُ حياة جديد.
- أنت من صُنع يديك
مهما كان أمرُ قلبك وعقلك ومهما كنتَ أنت مندفعًا أو مفرطًا بالحماس، أو مررت بتجارب فاشلةٍ أم لا، فتذكّر أنّ كلّ دقيقة علمٍ هي حجرٌ في بناء ثقافتك، وبالتّالي، فالحبّ أمرٌ لا بدّ أن تمرّ به في حياتك، الآن أم بعد سنين؛ والمهمّ أن تتعلّم كيفَ تحفظُ الحبّ؛ فالحبّ عقلٌ وقلب، فاحفظْ قلبَك ونمِّ عقلَك.
والسّلام 🙂