لم تكن عبقرية الكاتب (غوشو أوياما) تقف فقط عند قوة وجمال قصة (المحقق كونان)، بل إنها تعدت ذلك لتصلَ إلى تطويرِها لاستيعاب المزيد من الحلقات، وإضافة العديد من القصص المشوقة إليها، فأصبحت القصةُ قابلةً للامتداد إلى ما لا نهاية، ولإبداع سرمديّ لا ينتهي.

الكاتب (غوشو أوياما)

أرقام قياسية

     إن الأرقامَ التي حطمها ذلك (الأنِمي) منذ انطلاقته في عام (1994)، هو كونه على مدار أكثر من (20) سنة، شهد إنتاج أكثر من (880) حلقة، وأكثر من (1000) فصل (مانغا: قصة مصورة تسبق الحلقة المنتجة تلفزيونيًا) وعشرين فلمًا، والعديد من الحلقات الجانبية الإضافية (أوفا)، ويعود الفضل في ذلك إلى الطريقة المُتبَعة في الإنتاج، والتي تعطي المجال لإضافة قصةٍ جديدةٍ كلَّ حلقةٍ أو حلقتين، مع تطور بسيط جدًا في القصة الأساسية.

الأفلام

      من بين أعمال الكاتب (غوشو أوياما) كلِّها: (المانغا، الأفلام، الأنمي، الأوفا) وغيرها. شكلت الأفلامُ أكبرَ عامل نجاحٍ على الصعيد المادي وعدد المشاهدات؛ فالشركة المصنعة تنتج فلمًا واحدًا في شهر (أبريل) من كل عام، وتكون قصةُ الفيلم غالبًا محبوكةً جيدًا، وهذا ما يجعلها تتفوق بشكل كبير على الحلقات الخمس والأربعين التي يتم إنتاجها في كلّ عام، ولكنها بشكل عام لا تتطرق إلى القصة الأساسية، بل يكون لها قصةٌ جديدةٌ تتعلق بخطرٍ محدقٍ يحوم حول إحدى شخصيات القصة الرئيسية، وكيف يتمكن المحقق (كونان) الصغير من التغلب على تلك الأخطار.

الحلقات

      إن الرقمَ الصعب حول المحقق (كونان) يدور حول العدد الكبير لحلقاته، فوصول الكاتب إلى 880 حلقةً منتجةً تلفزيونيًا يعني قدرته على كتابة 880 قصةً مختلفةً شكلت كلُ واحدةٍ منها قصةَ جريمةٍ لها تعقيداتُها وحيثياتُها التي تثبت كونَ الشخصية الرئيسة جاهزةً لكل الظروف والاحتمالات، وكون الكاتب صاحبَ عقليةٍ عبقريةٍ تجعل منك شخصًا مفكرًا متعلمًا في كلّ حلقة.

القصة الرئيسية

   مشكلة المحقق (كونان) بالنسبة للمتابعين، والتي تشكل نجاحًا بالنسبة للمنتجين، هي التقدم البطيء في القصة الرئيسية، فبالرغم كون (كودو سينتشي) أو (كونان) قد تعرض للضرب والتقلص على يد عصابةٍ سوداء، إلا أن التقدمَ الذي حققته تلك القصةُ خلال مئات الحلقات حتى الآن، يكمن فقط في معرفة المزيد من أعضاء العصابة الجدد والذين لا يرتبطون بعلاقة صداقة أو عائلية مع المحقق (كونان) حتى الآن، كما تقول الإشاعات والنظريات، بل هم أناس جدد يصطدمون ببعضهم من خلال حبكة القصة التي كتبها الكاتب، إن هذا العملَ الفنيَّ وكأنه بدأ بنقطةٍ سوداءَ صغيرة، وأصبح يمرر عدستَه على نقاطٍ سوداءَ أخرى مترابطة، ويكشف عن ماضيها، لكنه لم يصلْ بعدُ إلى مصدر ذلك السواد، والذي يشاع أنه تم الكشفُ عنه في القصص المصورة، دون وجود معلومات تؤكد على ذلك.

نقدٌ للقصة

       بعيداً عن تقلص الشخصية الغريب عن الطبيعة، يكمن تميز المسلسل عن غيره في واقعيته الكبيرة، وكمية المعرفة الهائلة التي يتلقاها المشاهد، فقصصه غالبًا ما تطرح غريزةَ الجريمة وأسبابَها كموضوعٍ هام للنقاش، وتثير الجدلَ حولَ سهولةِ ارتكاب الإنسان لخطأ يندم عليه فيما بعد، مع إضافة العلوم الجنائية والفيزيائية والتاريخية وغيرها، بالإضافة إلى تطوير مهارة الربط والاستنتاج، عدا عن التشويق وعنصر المفاجأة الكامن في كل حلقة، ولكن كما يقولون: “لكل جواد كبوة”، والعدد الكبير من القصص لا بد أن يؤدي بالكاتب إلى السقوط بين الفينة والأخرى، حيث شهدت بعضُ من حلقاتها سوءَ جودةٍ في المحتوى، لكن المميزَ في الكاتب (غوشو أوياما) هو قدرته على العودة من جديد بقصصٍ أفضلَ وأكثرَ إثارة.

          هذا العمل ياباني بإمتياز، وإننا في هذا المقال لا نهدف إلى الترويج له إطلاقًا، بل لتوضيح رأي الشباب الفلسطيني ونقدهم للأعمال العصرية، وإن كان لديك عمل كتبت عنه، أو انتقدته فمرحبٌ بك لنشر مقالتك هنا.