بقلم: تالا خطيب وملاك معاذ

كثيرًا ما نمسك هواتفنا الذكيّة؛ من أجل تصوير ما حولنا والتقاط البعضِ من الصور التي لم نفكر بأنها يمكنُ أن تنافس أجمل الصور التي التقطت بواسطة كاميرات احترافيّة، مع أنّه وكما نعلم أنّ التقاطَ صورة لن يُكلف معداتٍ باهظة الثمن، الأمر تمامًا مثل الرّسم، المهارة عند الرسام وليست عند القلم؛ إذ يمكننا ذلك باستخدام كاميرا الهاتف، ولتكونَ صور إبداعيّة علينا فقط مراعاة القواعد الأساسيّة عند الالتقاط كاختيار الزاوية الصحيحة، والتعامل مع الإضاءة واستخدام المناسب منها، واختيار الوقت والمكان المناسبين.

الكاميرا الاحترافيّة تُعطي نتائجَ أسوأ من كاميرا الهاتف إذا كان المستخدم جاهلٌ بالتصوير؛ لأن كاميرا الهاتف والكاميرات البسيطة الأخرى مُصممة على التعديل التلقائيّ، تُعدلُ كلَّ شيءٍ من تلقاء نفسها، بينما الكاميرا الاحترافية تحتاج إلى ضبطٍ يدويّ.

بعض الأساسيّات المهمة في التصوير:

في بعض الأحيان لا تستطيع معرفة كيفية التقاط الصورة بشكل صحيح بدون مراعاة بعض الأساسيات، وجودة الكاميرا وحدها غير كافية لو كان المصور لا يجيد التعامل معها ومع أساسيات التصوير البديهية. وفي هذا المقال سوف نستعرض إليكم بعض هذه الأساسيات المهمة.

  • الإضاءة 

إنَّ الإضاءة الجيّدة تمنح الصورة جودة أفضل، وتُظهر تفاصيل الشيء المُراد تصويره بوضوح أكبر، وهي أهم عامل في الصورة المثاليّة؛ حيث أنها تلعب دورًا كبيرًا في التفريق ما بين الصورة العادية والصورة المُلتقطة باحتراف. ويمكن أيضًا استخدام الضوء لإضافة عناصر فنيّة للصورة، فمثلاً إذا قمنا بتسليط الضوء على عنصر ما يتشكل لدينا في الجانب المقابل ظلال، فيصبح في الصورة لدينا أضواء وظلال، هذه الأضواء والظلال تعطي الصورة عمق وأبعاد. وتمنح المُصور صورةً جميلة تُمثل البيئة المحيطة فيه، وبذلك فإنّ كمية الإضاءة في الصورة تلعب دورًا كبيرًا في جمالها وبهيتها.

  • قاعدة الثلث أو الأثلاث

قاعد الثلث هي سيدة التكوين في الفنون البصرية، وتعني تقسيم الصورة إلى ثلاثة أقسام عمودية وأخرى أفقية؛ ليتكون من تقاطعهما تسعة أجزاء متساوية ينتج منها أربعة نقاط تسمى بنقاط الجذب والقوة والتي يوضح عندها العنصر الرئيسي للصورة أو الكادر حتى يكتسب أهميته. يمكن تطبيق قاعدة الثلث بعد التصوير وذلك من خلال عملية الإستقطاع أو “Crop” بواسطة برامج تعديل الصور مثل الفوتوشوب، لكن كمبدأ عام، عندما نصور هدف معين ويظهر كاملاً في الصورة، يجب أن يكون هذا الهدف إما في المستطيل على اليمين أو اليسار وإما في المستطيل بالأعلى أو الأسفل.

قاعدة الأثلاث

  • المكان والوقت المناسبين

عندما تأتي لالتقاط الصور، استكشف أنسب الأوقات والأوضاع للتصوير، انحناؤك مثلاً قد يجعل الصور أكثر تشويقًا، ربما تحتاج لأن تصعد لمكانٍ عالٍ حتى تجدَ الإطار المناسب، وقت الفجر ووقت الغروب إنّها فرص ثمينة لالتقاط أكثر الصور خلابةً، خذ وقتك لتجد الوضع والزمن الأفضل حتى تخرج الصورة في أحسن أشكالها.

  • اختيار الزاويّة

وهي الزاوية المقابلة لعدسة الكاميرا، وتضم المساحة التي تدخل في حدود الكادر من الشيء المُصوَّر. إنّ الزاوية التي تصور بها الكاميرا الشيء أو المنظر في غاية الأهمية ليس فقط لأنّ التنّوع في زوايا الكاميرا يعطي للمشاهد مزايا عديدة، إنّما يعطي كذلك نقاط رؤية متنوعة، كما أنّ مراعاة الزاوية تُنتج منظوراً متميزاً؛ فارتفاع الكاميرا أو انخفاضها أو حركتها أو الألوان والعدسات له تأثير درامي كبير.

تصوير: تالا الخطيب.

إنّ الاحترافية بالتصوير أبدًا لا تقتصر على امتلاك كاميرا باهظة الثمن وعالية الجودة، يمكننا ببساطة استخدام كاميرا الهاتف، ولا شكّ بأنّ الصور ستكون مبهرة لو طبقنا القواعد أو الاساسيات التي تم ذكرها، والابداع والاحترافية لا يأتيان بسهولة، بل مع التجربة والممارسة، ستكون مبتدئًا ثم مع التجربة تصبح محترفًا، ولنعطي مثالاً على هذا إليكم بعض الصور التي التقطها مصوروها بواسطة كاميرا الهاتف، ثم ننتقل بالتدريج إلى صورٍ بحرفية أعلى منها، أي من مبتدئ إلى مُمارِس ثم مُحترف فقط بواسطة الهاتف !

تصوير: أمل محمد

الغروب| تصوير: أمل محمد.

نبات القيقب| تصوير: شيماء شويكي.

المسجد الأقصى| تصوير: مُنذر عناتي.

تصوير: روند زاهدة.

تصوير: تالا الخطيب.

تصوير: تالا الخطيب.

تصوير: عمران عناتي

تصوير: عمران عناتي

تصوير: عمران عناتي

تعديل الصور

إذا أحببتَ أن تنتقل بمهارتك في التصوير لمستوى أفضل فإنّك تستطيع ذلك من خلال تحرير صورك بواسطة العديد من البرامج المخصصة لتحرير الصور، فمثلاً يمكنك ذلك باستخدام برنامج (Photoshop) أو (Photo Grid) و (Snapseed) وغيرها الكثير من البرامج التي تمكنك من تعديل الصورة من خلال التحكم في التعريض (Exposure) وتسليط الضوء (Highlight) والظّل (Shadow) وتصحيح الألوان (Color correction) ويمكنك تعلم هذه الأساسيات من (YouTube) مثلاً؛ بحيث إذا عدلت على الصور بواسطة إحداها فإنك ستحصل على مشاهد مذهلة كهذه الصور التي هي من تصوير المُصور أمير حسين بواسطة كاميرا الهاتف فقط!

تصوير: أمير حسين

تصوير: أمير حسين

تصوير: أمير حسين

تصوير: أمير حسين

تصوير: أمير حسين

تصوير: أمير حسين

تصوير: أمير حسين

تصوير: أمير حسين

تصوير: أمير حسين

من جمال هذه الصور يمكن أن نخلَصَ إلى أنَّ الفرق بين المُصور المحترف والمُصور العادي هو فلسفة التصوير.

شاركونا صوراً من تصويركم …