إذا كان الشّغف المحرّك الرئيسيّ للإنسان سيقوده إلى أكثرَ ممّا يحلم به، سراج أبو سنينة، طالب هندسة “الميكاترونكس” في جامعة بيرزيت، أطلق العنان لشغفه فكانت النتيجة مبهرة.

“إيش يا معلّق!”
كغيره من الشّباب، كان سراج مولعًا بكرة القدم منذ الطّفولة، يُشاهد مباريات كأس العالم، ويلعب لعبة “الفيفا”، وجد سراج نفسه يحاول تقليد المعلّقين الرّياضيين، ويحفظ أسماء اللاعبين، كانت تجربته الأولى في مدرسته عندما قام بالتّعليق في دوري كرة القدم الدّاخليّ، ونال حينها إعجاب الكثيرين، حتى أصبحوا ينادونه “إيش يا معلّق”.

بعد انقطاع سنتين، عاد سراج للتّعليق داخل أسوار الجامعة، في أحد دوريّات الجامعة طلب من المعلّق حينها أن يشاركه التّعليق؛ لكنّه رفض، وعندما عاد في المرّة التّالية لم يكن المعلّق موجودًا فأخذ “الميكروفون” وبدأ التّعليق.
لم يقف سراج عند هذا الحدّ؛ بل أكمل مسيرته عبر المشاركة في مسابقة أفضل معلّق رياضيّ عام 2014، وكانت المسابقة الأولى من نوعها في فلسطين، حصل سراج على المركز الثّاني بعد خوض عدّة جولات في المسابقة.

حصول سراج على المركز الثاني في مسابقة أفضل معلّق

انتهت المسابقة لكن تأثيرها في صديقنا لم ينتهِ بعد، “ظلّ سؤال واحد يحوم في عقلي” يقول: “ليش ما أخدت المركز الأوّل؟”، فكّرت كثيرًا قبل أن أصل للإجابة، كلّ ما في الأمر أنّي لم أكن معلقًا؛ كنت مقلّدًا، متأثرًا بمعلّقين كبار، أمثال: يوسف سيف، عصام الشواليّ، ورؤوف خليف.

نقطة التحوّل

المرحلة الأصعب في رحلة صديقنا كانت إيجادَ نفسه كمعلّق، الكثير من الجهد للخروج من دائرة التّقليد، وملاحظة جوهريّة لأحد أعضاء لجنة التحكيم الذي شجّع سراج على استخدام لهجته الخليليّة في التعليق على المباريات.

لم يكن الأمر سهلاً بالطّبع، كانت اللهجة الخليجيّة والتونسيّة تقتحمان محاولات سراج لاستخدام اللهجة الخليليّة، لكنّ الممارسة خلقت شخصيته كمعلّق، يتابع صديقنا صعود السّلم درجةً درجةً، فقد شارك هذه المرّة في مسابقة أخرى للتعليق عام 2016، وحصد المركز الأوّل بجدارة.

ماذا بعد!

عمل سراج كمعلّق رياضيّ في راديو مشوار لفترة، وشارك في مجال الإعلانات، ويسعى لتطوير نفسه أكثر دون قصر تجربته على المجال الرّياضيّ وحدَه، وصولاً إلى الاحترافيّة، طموحات سراج لم تقف هنا، فهو يحلم بتكوين اسمٍ خاص به إلى أن تتاح له الفرصة للمشاركة في التعليق على مستوى الوطن العربيّ.

“الشخص ببدع في موهبته أكثر من شهادته”وصديقنا أكبر مثال، هل تمتلك موهبة مشابهة؟ شاركنا بها!