نسأل دائماَ، لماذا ندرس قوانين الرياضيات إن كانت مجرّد عمليات مكرّرة لا تفيدنا خارج مجالها ؟ سنربط الرياضيات اليوم ، بأكثر المجالات بُعدا عنها، الفنيّ، والدينيّ ، الرياضيّ والتكنولوجيّ.
حسب نظريات فيثاغورس، أحد الفلاسفين والرياضيين، فإن الرياضيات ترتبط في كل مجالات حياتنا، فهو يرى أن كل شيء في هذا الكون عبارة عن أرقام، وكلّ شيء يتحول من وإلى الأرقام، بداية بالموسيقا، فهو يرى مثلا، أن طول الأوتار،عندما تكون النسب بينها متناسقة وليست أعدادا كسريّة، يصدر أنغاما متآلفة، كما يرى أن لطول و عرض الأسطوانة يؤثر في نوع “النوتة” أو النغمة الصادرة عن الآلة، كالناي مثلاً، من هنا فإن دراستنا لكل هذه القواعد عن قوانين المساحات و حسابها، وحساب الطول والعرض وغير ذلك، لم يكن عبثا.
لو جئنا إلى القرآن الكريم، وحاولنا إيجاد علاقة بين القرآن و الرياضيات، للاحظنا أولا أن القرآن الكريم ذكر أرقاما كثيرة، كسورا وأعدادا، مثلا قوله تعالي “إنّ ربّك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه “، كما ذكر القرآن القسمة و الجمع، والعمليّات الحسابيّة في آيات كثيرة، هذه زاوية. الزاوية الأخرى هي استخلاص المعجزات القرآنية من العلاقات الرياضيّة. مثلا: سورة النحل الّتي ترتيبها في القران الكريم 16، تساوي عدد كروموسومات النحل، وهو 16. هذه نبذة قصيرة عن العلاقة الرياضية القرآنية، وليست شاملة، إنّما توضيحيّة.
لا يقتصر ارتباط الرياضيّات على هذه المجالات، بل يشمل الفيزياء، والطب، والتكنولوجيا وغيرها الكثير، على سبيل المثال، فإن الأجهزة الحديثة كلها تعتمد على المعالجات الرقميّة القائمة أساسا على الرياضيات، والتقدّم العلمي والتكنولوجي في أي دولة إنما يعتمد بشكل مباشر على هذه الأجهزة، وبالتالي على القوانين الرياضيّة . في المجال الرياضي، فإن أساس اللياقة أوا لقدرة الرياضية قائم على العلاقات بين الأرقام، العلاقة بين الوزن والطول كمثال بسيط .
هذا جانب صغير من علاقة الرياضيات في حياتنا اليوميّة على اختلاف تخصصاتنا، من هنا نريح الأساتذة من الإجابة على السؤال الدائم، لماذا ندرس القوانين الرياضية ؟