في أول خطواتك نحو البلدة القديمة في بيرزيت سترى عيناك ما لم تره منذ عدة سنوات وربما قرون، رائحة مميزة يروج عبيرها في كل زقاق من أزقة البلد، أناس من كل مكان يرتدون اللباس الفلسطيني المنقوش باللون الأحمر كزهرة تفتحت أوراقها عند رؤيتها لأحب الناس إلى قلبها، ومظاهرُ احتفالية مختلفة تقام كل عام على أرض الريف المقدسة تحت اسم (مهرجان الروزنا).
في الثاني عشر من شهر تموز أُقيم المهرجان السادس للاحتفال بأسبوع التراث الفلسطيني في بيرزيت بإشراف جمعية الروزنا وتحت رعاية وزارة السياحة والآثار وبالتعاون مع وزارة الثقافة. استمر المهرجان خمسة أيام متواصلة إذ امتد من 12 إلى 16 من الشهر الجاري، وازدهر بمشاركة المئات من الحرفيين أصحاب الحرف المختلفة والقادمين من مناطق مختلفة من فلسطين.
تعمل جمعية الروزنا على الحفاظ على التراث الفلسطيني ومنع اختفائه أو تهويده بأي شكل من الأشكال، فيعد هذا المهرجان من أهم المهرجانات التي تقام في كل صيف من كل عام، إضافة إلى ذلك تقدم الجمعية فرصة لا يدرك معناها إلا من كد وتعب في عمله تتلخص في تشجيع أصحاب الصناعات اليدوية والحرفية من مناطق الريف الشمالي والجنوبي على التعرف والإقبال على الناس الذين يعيشون في مناطق المدن، ومن هذا المنطلق تقوم الجمعية بتقديم عروضات لفرق عالمية على المسرح الرئيسي بسعر زهيد إضافة إلى استمتاع أهالي الريف بالعروض مجانا ودون مقابل، كما يفتح المهرجان أبوابه أمام السياح من مختلف الدول للتعرف على الثقافة الفلسطينية الأصلية من خلال النشاطات التي تقوم بها أثناء المهرجان بدءاً من عروض الدبكة وانتهاء بالمأكولات الفلسطينية. كما يخلق بيئة من التبادل الثقافي بين الدول ويعمل على تنمية الريف الفلسطيني، إلى جانب تشجيع مشاركة الشباب والنساء على الانخراط والتطوع في الفعاليات.
تسعى الجمعية من خلال إحياء أسبوع التراث للعام السادس على التوالي، إلى الحفاظ على الرصيد الحضاري الفلسطيني، والإسهام في دفع عجلة التنمية الريفية، وتوفير مصادر مدرّة للدخل وفرص عمل منعشة لأهالي المنطقة، إلى جانب التركيز على دور المرأة الفلسطينية في بناء المجتمع وتنميته.
هل كنتم ممن زاروا المهرجان هذا العام أو في الأعوام السابقة؟ أخبرونا كيف كانت تجرتكم؟