هل هناك شيء أجمل من الدّقيقة الأخيرة في آخر امتحان؟ اللّحظة المنتظرة، الكلّ يفكّر في مخطّطات العطلة، الكابوس قد انتهى، الحرّية الزّرقاء فتحت أبوابها، وبالأخصّ امتحانات التوجيهي.

كلّنا نعرف أنّها فترة تحرمنا من متعتنا الكثير، وكلّنا يعرف الضّغط الّذي نعيشه خلالها، فكلّ طالب “توجيهي” أمضى اثني عشر عامًا بين الكتب، ينتظر هذه اللّحظة.

ورغم هَيبة هذه اللّحظة وجمالها، إلّا أنّها متبوعة ببعض الأعراض الجانبيّة الّتي تسبّب توتّرا وضغطًا نفسيًا لفترة وجيزة بعد مفارقة الكتب والامتحانات:

صدمةٌ عشوائيّة يرافقها الانفصام 

إن كنتَ طالب التوجيهي فأظن أنك “مزبهلّاً” على الدوام، شارد الذهن تفكر في النتائج، قد تدخل فرحاً أو حزناً ثم تتبخر من رأسك العبارات التي تقال في المناسبات، وتخونك اللغة، تواجه صعوبة في الرد على الرسميات والمجاملات، تواجه صعوبة في التعرف على الناس، تتفاجأ بأعضاء جدد بالعائلة -فُلان رُزق بمولود- ، وتتساءل في نفسك “كم لبثنا”؟

 

الاستيقاظ المفاجئ؛ لاعتقادك أنّ هناك امتحانًا

يظهر هذا العارِض في المراحل الأولى، فمثلًا، تكون نائمًا في أمانِ الله، ليفاجئكَ كابوسٌ يداهم أحلامك الورديّة، أنت في قاعة امتحانٍ وورقة الأسئلة أمامك، وقد تستيقظ فجأة لاعتقادك بأنّك تأخّرت على امتحانك، ثمّ تكتشف أنّك قد أنهيتَ الامتحانات وذلك لم يكن سوى كابوس لعين.

 

التّفكير المستمر بالموادّ

تظنّ أنّها النّهاية، لكنّ طيفَ الموادّ يظلّ يلاحقك في أحلامك وخيالاتك، وستشعر بالنّقص وعدم الاطمئنان وبالذّنب؛ لعدم الدّراسة، وذلك لأنّك وفيٌّ والعشرة لا تهون، كم لبثت بينها وفي أحضانها؟ تسهر لبعد منتصف اللّيل وأنت تقلّب صفحاتها، النّسيان ليس بالسّهولة الّتي توقعتها يا صديقي.

 

 

استخدام “الكومبيوتر” بإفراط؛ للتّعويض عمّا فاتَك من فرصٍ خلالَ الامتحانات:

هذه فرصتك لتعوّض عن الأيّام الّتي لم تستخدمْ فيها “الإنترنت” للرّفاهيّة، فتجد نفسك ملتصقًا بالكومبيوتر ساعةً تلو الأخرى لا تفارقه، وكأنّ الشّوق إليه بلغ ذروته، لا تستجيب لنداءات عائلتك ولا لجلساتهم، كلّ همك أن تعوّض ما أضعتَه في الدراسة خلال هذا العام لإعادةِ تكوين عالمك الإلكترونيّ.

 

استخدام المصطلحات العلميّة؛ لأنّهم فقدوا حسّ الفكاهة:

يظهر غالبًا هذا العارض عند طلبة العلمي “النّيردات”، فتجد أحدهم يتحدّث معك مستخدمًا مصطلحاتٍ كيميائيةٍ وفيزيائيّة، تجدُه يبتسم ابتسامة صفراء حين تحاول إضحاكه بنكتةٍ ما، لتظنّ نفسَك بعدها تافهًا، أو تشفقُ عليه؛ لأنّه فقد حسّ المرح وأصبحت حياتُه محاطةً بالجدّيّة في كلّ نواحيها.

إن كنتَ من الطلّاب الّذين أنهَوا امتحان الثّانوية العامّة، أو تعرف أحدًا أنهى امتحاناته هذا العام، أخبرنا: هل صادفتُم إحدى هذه الأعراض؟