بقلم عودة مسالمة

جامعة بيرزيت ، بين ما قيلَ وما يقال، وما عايشته شخصيًا وواقعياً خلال الفصل الأول، كأغلب الطلبة الذين قرروا أن يكملوا معركة الحياة بإكمالهم مسيرتهم التعليمية باختيار بيرزيت جامعة لهم.

لماذا بيرزيت؟

تتعدد الأسباب لاختيار بيرزيت، فمن أكثر الأسباب إلهاماً لاختيارها من بين جامعات الوطن، اسمُها اللامع في مقدمةِ الإحصائيات وهيبةُ الاسم الذي خطته بيرزيت على مدى الأعوامِ السابقة بتخريجها أفواجاً مميزة وطلبةً قادرين على اكتساحِ سوق العمل بسهولة، ويكمن سببٌ آخر في أن البعض ينظر  إليها على أنها الأقرب مسافةً على منطقة ِسكنه، وآخرون ممن درس أفراد من عائلتهم فيها فساروا على خطاهم، أما أنا اخترتها لتوفر الأسباب جميعها التي ذكرتها آنفاً.

 صراع اختيار التخصص:

لعل ‎من أصعب الأمور التي سوف تواجهها اختيارك التخصص. بعد أن استجوبت عدداً كافياً من الطلبة اكتشفت أن حالتي لم تكن غريبة ، فلم يكن لدي أدنى فكرة عن التخصص الذي اخترته، بل استمعت إلى نصائح طلبة من الجامعة وأساتذة المدرسة وقرأت نبذةً عنه، أما الأهل فلم يعلموا شيئاً عن صراعي الداخليّ مع تخصصي. وما أن أخبرتهم أنه من كلية الهندسة حتى وافقوا عليه سريعاً دون تعليقات سوى تمنّي التوفيق والنّجاح لي ، وهذا ما اريد ايصالكم اليه ،أي تخصصي لم يكن اختياري الشخصيّ، ولكن تم إقناعي به بطرق مغرية. وهكذا حال الطلبة الآخرين ممن لم تعطهم المدرسة جواباً لمجال إبداعهم وتخصصهم الجامعي ولم تكشف ميولهم.

سنة أولى:

كطالب سنة أولى (سنفور) لم يعتد على الجامعة من قبل، شعرتُ ببعض الارتباكِ من جوّها ونظامِها، لكني اعتدت عليه تدريجياً مع مرور الوقت. كما أن ابسط الامور التي ينبغي على طالبٍ مثلي ان يعرفها عن الجامعة كمعرفة الكليات ومكان القاعات، كانت غريبة نسبياً عليّ.

فلم نعتد على جوٍّ كهذا في المدرسة، اعتدنا ان لنا صف محدد والاستاذ يأتي الى نفس الصف ليشرح، اما مغامرة البحث عن القاعات فكانت شيئاً جديداً، وسرعان ما تصبح الأمور أسهل، ومع أول محاضرة لك أو اثنتين ستلاحظ الذين يتشاركون معك البرنامج الدراسي للفصل، فتعتاد عليهم شيئاً فشيئا ولا تكاد تفارقهم ومنهم من سيبقى معك للسنوات القادمة. من أفضل الأمور التي ستحصل لك في الجامعة هي الأصدقاء الجدد!

أجواء بيرزيت كانت من أجمل الأمور في الجامعة التي أدركتها جيداً بعد معايشتها وبعد الذي كنت أسمعه من طلابها، منظر الغروب فيها لا يوصف، الجامعة صباحاً، وفنجان من القهوة في إحدى الكافيتيريات كفيلٌ بتعديل مزاجك طيلةَ اليوم ، ولا أنسى فلافل التجارة،  السبب في تواجد معظم طلاب الهندسة في كلية التجارة.

طالب هندسة:

وأخيراً، الدراسة في الجامعة تُعتبر تجربة مختلفة عما اعتدنا عليه في المراحل السابقة، وخاصّةً إذا كنت طالباً في كلية الهندسة مثلي، لكنك ستعتاد عليه سريعاً. خسارة العلامات ستؤثر بك في البداية لكنها شيئاً فشيئاً ستصبح شيئاً عادياً ولا بد منه، وستكتشف ان الحياة لا تقف عند علامةٍ سيئة، بل لا بد منك ان تفشل مرةً حتى تنجح مراتٍ عديدة. وسيكون طموحك “أنر” في البداية، ثم يتواضع الحلم تدريجياً، وفي كلّ مرةٍ لا تستغل وقتك فيها جيداً، ستزداد لامبالاتك، وستستمر في إعطاء وعوداً لنفسك بأنك ستدرس جيداً على الامتحان القادم ووعوداً بأنك ستصبح “نيرد” الفصل القادم وإذا عدت وارتكبت نفس الأخطاء فلا لومَ الا على نفسِك.

أخبرني الآن عن تجربتك، وكيف اخترت تخصصك، ولماذا بيرزيت بالذات؟