(YALLAH) برنامجٌ تبادليٌّ للثقافة.

برنامجُ تبادلٍ ثقافيّ طلابيّ في جامعة بيرزيت الفلسطينيّة بالتّعاون مع جامعة زيغن الألمانيّة، يستهدف المشروع أساسًا المشاريع والمشاكلَ المجتمعيّة، ومن ثمّ كيفيّة التّعامل وحلّها بطريقةٍ إبداعيّة مبتكرة، في بداية المشروع، تمّ بناء الأفكار على أساسٍ يدمجُ التّفكيرَ الفلسطينيّ بالتّفكير الألماني؛ لأنّ كلّ منهما لديه طريقةُ تفكيرٍ مختلفةٌ عن الآخر، إضافةً لاختلاف الثّقافات عند الطّرفين، ومن هنا انطلقتْ فكرةُ دمْجِ حلّ المشكلات المجتمعيّة بتعزيز فكرة التّبادل الثّقافيّ بين طلبة الجامعتيْن.

طلبة بيرزيت مجتمعين مع طلبة جامعة زيغن الألمانيّة، في إطار مشرروع التّبادل الثّقافيّ

في مقابلةٍ مع إحدى المشاركات، قالت: إنّ مشاركتها في هذا البرنامج منحها قدرةَ التّعرف على ثقافةٍ لم تكن تعلمُ عنها شيئًا، إضافةً إلى اكتسابها خبرةَ كيفيّة التّعامل مع الشّعب الألمانيّ، وأضافت: بأنّها تنصح الطّلبة إن أتيحتْ لهم فرصةُ المشاركة في هذا البرنامج؛ لأنّه سيعود بالنّفع على شخصيّة الفرد أولًا وجامعة بيرزيت ثانيًا، فهو أيّ البرنامج يساعدُ على تنمية شخصيّة الفرد وصقْلها من النّاحية الاجتماعيّة (personal development) فلا يستهدفُ حلّ المشكلة على الصّعيد الأكاديميّ فقط؛ بل تنميةَ القدراتِ الشّخصيّة هدفٌ من الأهداف الأساسيّة للبرنامج.
واستكملَت حديثَها: قبلَ المشاركة في البرنامج، كانت رؤيتي المجتمعيّة محصورةً فيما أراه في المجتمع الفلسطينيّ والبيئة المحيطة، أكان هذا الحصْر في العادات والتّقاليد، الدّين، لكن، مع الخروج إلى ألمانيا اكتشفتُ أنّ أشياءَ مغايرةً عمّا اعتدتُ عليه في فلسطين، ترتّب على هذا تغيُّر طريقةِ التّفكير والنّمط الّذي كنتُ أتّبعُه مع مرور الوقت.

أمّا على الصّعيد الجامعيّ، فإنّ خروجَ الطّلاب باسم جامعتهم يرفعُ من انتشار اسمها وتداوله في مختلف دول العالم، ويشيدُ بتميّز طلبتها ومشاركاتِهم الفاعلة، في البرامج الثّقافيّة وغيرها.


أضاف عبد الكريم، إنّ تفكير طلّاب الجامعة محصورٌ بالجانب الأكاديميّ، فيدخلونَها ويخرجون منها وهمُّهم إنهاء متطلّبات التّخصّص الجامعيّ في أسرع وقتٍ ممكن، غيرَ مدركين أنّ هناكَ جانبًا آخرَ مُشرقٌ يُساعدهم في بناء حياتهم المستقبليّة، سواءً، على صعيد التّعلُّم في فنّ التّواصل معَ الآخر، أو على صعيدِ تعلُّم لغاتٍ جديدةٍ ستفتح لهم آفاقًا جديدةً بمجرّد مبادرتهم بالتّقديم لدخول هذه البرامج.

بمشاركة الطّلّاب في هذه البرامج أصبح لديّهم الكثيرُ من المعارف في ألمانيا، فلو قلنا مثلًا إنّ واحدًا منهم أراد إكمالَ دراسته فيها لن يجدَ أمامَه أيّ عائقٍ في ذلك، ولماذا سيتعب تفكيره ؟ ما نفْع الصّديق إذا لم يساعد صديقَه في غربته؟
إضافةً لذلك، فقد اكتسبوا معارفَ جديدة، مثلًا: ما الطّباع المنتشرةُ في ألمانيا؟ كيفَ يتكلّمون؟ نعرفُ بعضَ تاريخهم، ثمّ لنفترض لنقل أنّ وفدًا ألمانيًّا جاء إلى فلسطين؛ للمشاركة في فعاليّة ما، فتمكّنهم هذه المعرفة من التّعامل مع الوفود الأجنبيّة بشكلٍ سلسٍ سهل، يبلّغ الفكرةَ ويتلقاها بأفضل صورة ممكنة.

أيضًا من ضمن المهارات الّتي تمّ اكتسابُها، إذا كنتَ ضمنَ مجموعةٍ تعملون على مشروع معيّن خلال فترةٍ ما، فإنّك تودّ طرْح حلٍّ يُرضي جميعَ العاملين، وأن تتعامل مع العقليات المختلفة ضمنَ المجموعة وتتكيّف مع اختلاف الآراء والمستويات ومحاولة التّقريب بين وجهات النّظر.
من الصّعوبات الّتي واجهت المشاركين، وجودُ نمطٍ من النّاس لم يدركوا كيفيّة التّعامل معه، أناسٌ جُدد، منطقةٌ جديدة، تنقّل جديد، عادات أكلٍ لم يسبق أن شاهدوها، طقْس جديد، لم يعهدوه في بلدهم، مشكلة التّأقلم، كانت أكثرَ الصّعوبات الّتي واجهوها.

افترض أنّ الإعلام ينقل الأخبار بصورةٍ تختلق عن الواقع، كان الوفد الألمانيّ متوترًا بعضَ الشّيء من زيارته فلسطين، فنظرتُه أنّنا في حربٍ نعيشُ الدّمار في كلّ مكان، فمحاولةُ تغييرِ النّظرة تلك يمكنك التّعامل معها بطريقةٍ ما، ظروفُنا الصّعبة يمكنك إخبارُهم بها، وتكونَ جزءًا من هذا التّغيير.
“إنتو حلوين” ما قاله الطّلاب الألمان عن تجربتهم حينَ تعاملوا معنا، فلمَ لا ننفق جهدًا أكبر؛ لنوصلَ الصّورة الحقيقيّة عن مجتمعنا وشبابنا الفلسطينيّ ونحاولُ حلّ المشاكل الّتي تعترضُ الشّباب الفلسطينيّ، في شتّى النّواحي؟

إن تمّت مشاركتُك في البرنامج أو آخر مشابه له، ليكن أكثر ما يثير اهتمامَك نقْلُ صورةٍ مميّزة وناجحةٍ عن الوطن الّذي نحيا فيه.

ثلاثُ كلماتٍ لخّصت تجربتَهم  “فرصة تستحق المجازفة“.