كان يا مكان في قديم الزمان و سالف العصر و الأوان
بطل تقع مملكته خارج أسوار جامعتنا. لكن أقدامنا تسير بنا إليه دائماً. لماذا قهوة عمو أبو أحمد لها نكهة مميزة, لماذا العلكة و الشوكولاته و الساندويشات تسرّ مزاجنا أكثر من أي مكان آخر. في هذه المقالة  حلّ لهذا اللغز الصغير.

لو فكّر أحدنا بكل مكان يحبّه و يعتاد إرتياده بطريقة لماذا, لوصل إلى الجواب نفسه: إنها الطاقة الجميلة التي يمدنا بها هذا المكان. قد يمدك الأثاث البسيط بالراحة النفسية, قد تكون الاضاءة مناسبة جداً لهدوئك و استرخائك. قد يكون تشابه مرتادي هذا المكان من شخصيتك,  هو ما يجعلك تشعر بالراحة و الأمان, أو قد يكون الطعم المميز الذي يدغدغ براعم التذوق لديك. بالنهاية كل هذه الأسباب ترجع الى نفس الجذر و النتيجة, السعادة و الطاقة الجميلة في ذلك المكان. عرفتم الآن سرّ عمو أبو أحمد ؟ إنه يمدنا بالطاقة الإيجابية بإشراقته اليومية المميزة و كلامه المفعم بالتفاؤل.

 

كنت في مرّة أنتظر عند نافذة دكانه صباحاً لشراء الشاي, و إذا بطالب تبدو على وجهه أمارات التعب و التوتر, كان واضحاً جداً أنه أحد ضحايا امتحان الساعة الثامنة و أنه لم ينم تلك الليلة و حقاً متعب و متوتر. قال : عمو أغلبك قلم … فما كان من عمو أبو أحمد إلا أن يقول نُكتَتْه المعهودة : أحمد ناولني قلم أبو الأنرات (الأنر = honor). إرتسمت مباشرة على وجه هذا الشاب ابتسامة أتبعها بضحكة قائلاً : “ايوااا بدي قلم أبو الأنرات” .

نكتة طريفة صغيرة قلبت مزاج طالب و مدته بطاقة إيجابية جميلة. ابتسمت و أنا أرى الشاب يغادر بحالة معاكسة تماماً لما كان عليه قبل لحظات. فكرت : حقاً الكلمة الطيبة من أقوى أسلحتنا البشرية. لا أظن أن عمو أبو أحمد. أو أي شخص تجعلنا رؤيتهم سعداء, من السهل نسيانهم مع مرور الزمن. فأثر هذه المشاعر الطيبة أبدي بلا شك.

 

عمو أبو أحمد يعد القهوة صباحاً.

 

يقول روبن شارما في كتابه دليل العظمة : “إن الحكيم هو من يحسن معاملة الناس. و هذه استراتيجية ذكية في العمل. اجعل الناس يشعرو بمشاعر طيبة تجاه تعاملهم معك. سوف تصبح رائداً في مجالك. و ستستمتع بعملك. و هذه هي الغاية المقصودة”.

 

منذ 10 سنوات و عمو أبو أحمد يسعد البيرزتيين في كل الاوقات. و بالمناسبة هو سعيد بنا و لا ينوي تركنا. و نصيحة أخيرة يريد عمو أبو أحمد العظيم قولها لنا : ” وجودكم بهاي الجامعة مسؤولية كونو على قدها”.

 

و أنتم هل حصل لكم موقف جميل مع عمو أبو أحمد ؟ شاركونا قصصكم و إلهامكم مع بيرحكايا.