كان يا مكان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان، بطلٌ تحدثنا عنه من قبل ولكن الآن سأريكم أحد أعماله الشّعرية بعنوان : الآن يختصر الزمان
قبل أن تقرأوا هذه الأبيات أريد أن أنوّه إلى مناسبتها، وهي كما قال دكتور سمير عوض : “القصيدة هذه كانت إهداء لطلابي الذين استمروا بالقول أننا كنا أعظم حضارة عندما لم يكن هناك أوروبا و أمريكا، وأنا كنت أقول لهم: نعم صحيح كنتم أعظم حضارة ولكن أين أنتم اليوم؟ في النهاية قلت لهم: سأحضر لكم هذا الكلام شعراً إذا كان سهلاً عليكم أن تفهموه.”
أما عنوان هذه القصيدة فلَهُ من المعاني الكثير الكثير ويمكن أن أختصرها بكلمة واحدة، وهي قوة اللحظة الآنية، نحن بشر لا نملك المستقبل ولا الماضي، كل ما نملك هو اللحظة التي نعيشها الآن وفيها تتركز أقصى طاقاتنا وقوتنا وقدرتنا على التغيير، نحن أبناء الآن ولا نعيش سوى في الآن. لا نعلم ما يخبئ المستقبل ولا نقدر أن نغير الماضي. فالآن يختصر الزمان ….
للحظة الحاضرة تحتوي كل التاريخ
الآن يختصر الزمان
لا قبله، لا بعده، وأنا أسير بدربه، وأنا أسير خطابه
لا نصر فيه ولا أنين، لاشك فيه ولا يقين
وتركت للماضي الحنين
فالحزن فيه معلق
في الباب ينتظر الجواب عن السؤال
دوماً عن الماضي السحيق
كلا،… لا طريق
فاللحظة الحالية انتقلت عبر المكان
وأصبحت ذات الزمان
والحاضر الغائب، في الجواب هو الجواب
هو سيد التاريخ،
هو من يجيب عن السؤال… هل من مجال؟
أيكون دربي في الحياة معاركاً درب الغزاة؟
أم في الممات؟
لا أرقب التاريخ بحثا عن جواب
لا يملك التاريخ أجوبة ولا حبل النجاة
ولا شكل الحياة
في اللحظة الآنية ارتفع الرهان عن الحصان
وانزوى التاريخ في درج من الأحيان
يروي حكايات، يحكي روايات
ويقول لي كنا وكان
لا يعرف الفعل المضارع
هو لا يصارع
قد يعرف الماضي المزارع
أو يذكر التاريخ عمالاً، وقوفاً أو مصانع،
لكن لا الماضي ولا التاريخ قد أجاب على سؤال في الشوارع
بل يمتطي ركب الحروب
إرث الجنوب
ولا يبقي على الثورة
هل ضاعت الفكرة؟
عاد السؤال إلى البداية
ما من نهاية