كثيرا ما يتردد هذا السؤال على ألسن بعض طلاب بيرزيت، لماذا نأخذ مساق ال “cs”؟ وتراهم يتبعونه بتعليق فوري، “لا فائدة من إضاعة وقتنا في محاضرات ملأى بالخزعبلات والفلسفة..”

إيقاظ العقل من سباته
كنت في البداية أؤمن بتلك الأفكار التي يؤمن بها جل طلاب بيرزيت بخصوص هذه المساقات؛ لكن التغيير الحقيقي والجذري على تلك الأفكار قد حصل عندما خطت أقدامي قاعات محاضرات الفكر العربي والأوروبي. في الحقيقة لم تكن أقدامي هي التي سارت فقط؛ بل سار معها عقلي إلى بحور من التفكير والإبداع والمتعة.

مبادئ هذه المساقات
أكاد أراهن على أنني أذكر جميع ما طُرح في هذه المساقات لشدة تأثير الأفكار المطروحة وقدرتها على صقل مدارك وأبعاد الطالب في هذه المرحلة العمرية، “شوف من برا الصندوق”، “تقبلش بالمسلمات بدون تفكير”، “خليك أعمق تكونش سطحي بنمط حياتك “، “فكر قبل ما تجاوب!”. هذه بعض الجمل المؤثرة التي كانت تتكرر في تلك المحاضرات والتي اعتُمدَت كمنهجية تفكير للطلبة آنذاك.

طلبة مساق السي أس الأوروبية خلال تقديمهم لامتحان في المادة.

ماذا عن أثرها على الطالب؟
إن تغير مستوى نقاش الطلبة منذ أولى المحاضرات حتى آخرها، كان أكبر مؤشرٍ على مدى تطور ملكة الفهم والتحليل والرؤية الأوسع لديهم.

فكيف لنا أن نقلل من شأن هذه المساقات التي تفتح أبصار الطالب على أمور تهمه في حياته إلى جانب تخصصه ومساره العملي! إن لجامعة بيرزيت كل التقدير على سعيها لإنارة عقول طلبتها وجعلهم قادة وأشخاص ينتمون للبشرية الفعالة الحقيقيّة.

فهل ما زلت تعتقد عزيزي طالب جامعة بيرزيت أن مساقات الفكر العربي والأوروبي مضيعة لوقتك؟

شاركنا بذكرياتك المتعلقة بهذه المساقات، وما الذي أضافته إليك؟