بعد مكوثك في قاعة المحاضرات لساعة، ساعتين أو ثلاثة سارحا ً في عالم آخر لعدم فهمك ما يدور حولك؛ لن تكون هناك مدعاةٌ للاستغراب عند خروجك من الباب تاركاً أشياءك الخاصة خلفك دون أن تشعر بذلك، كجوالك أو علاقة مفاتيحك أو نظارتك الشمسية، و قد تستمر على هذه الحالة حتى يذكرك صديق أو موقف ما بذلك الشيء الذي نسيته؛ فتعود مهرولاً – عبثاً على الأغلب- للبحث عنه … ستكون محظوظاً في حال وجدته في مكانه -وهو الأمر الذي لا يحدث إلا نادراً- أما في حال حدوث العكس؛ فعليك حينها أن تصب جلّ أملك في الدعاء، فلا بد وأن طالبا “شهما” قد وجد ملكيتك الضائعة وقام بتسليمها إلى الأمانات.

متاهة البحث عن المفقودات
“صاحبك اللي بيوقف معك”
غالباً ما يكون لكل منّا ذلك الصديق الذي نطلب منه مرافقتنا في رحلة البحث عن أشيائنا الضائعة ليشدد أزرنا خلال تلك الرحلة، ولنحاول استمداد الأمل منه، ستستمر بترديد هذه العبارة على مسمعيه “رح نلاقيه، أكيد لسا في خير و بيكونوا باعتينه للأمانات، صح؟” وتنتظر ردّه المطَمئن ” اه اكيد لسا في خير، و إن شاء الله رح تلاقيه”.
“في الأمانات”
قد تجد ضالّتك في الأمانات؛ و تخرج بابتسامة المنتصر مثبتا صحة فرضية “لسا الدنيا بخير”، وقد تخرج بوجه عابس لاجئاً للوسيلة الأخيرة، وهي الاستعانة ب “اللاب توب” الخاص بك، فتدرج اسم إحدى الصفحات المهتمة بشؤون طلبة جامعة بيرزيت في محرك البحث على “فيس بوك” و تبعث إليهم برسالة تخبرهم فيها مثلاً ” فقدت هاتفي الايفون 6+ في قاعة 150 آداب، الرجاء على من وجده الاتصال على الرقم التالي ………”

مفقودات في جامعة بيرزيت
صاحبك “خفيف الدم”
قد يستغل بعض الأصدقاء مثل هذه المواقف للاستمتاع بالتلاعب بأعصابك، فقد يرى أحد أصدقائك المنشور الذي وضعته على صفحات التواصل الاحتماعي الخاصة بالجامعة؛ فيترك تعليقا عليه كهذا التعليق مثلا “آه أنا لقيته … بشوفك السبت وبعطيك إياه ” وقد يعلّق صديق آخر لك بعبارة مخيفة كهذه “من كل عقلك بتفكر يرجعلك! الله بعوضك”. بعد هذه التجربة، لا بد أنك ستتخذ موقفا ً حاسماً … ستقول في قرارة نفسك، لن أكون مهملا مرة أخرى، سأكون أكثر حرصا على مقتنياتي الخاصة.
لكن ما إن يمر أسبوع أو اثنين حتى تعود حليمة لعادتها القديمة، وتعود أنت للسرحان خلال المحاضرات، ونسيان مقتنياتك الخاصة في القاعات؛ لكنك قد تصل في بعض الأحيان إلى قناعة بأنك ستواجه النتيجة ذاتها، فتختصر جولة البحث وتتناسى الموضوع؛ وهذا ما يفسر وجود عدد كبير من النظارات المنسيّ أمرها لدى أمانات الجامعة.
ماذا عنك؟ هل أضعت شيئا في بيرزيت؟ بشّرنا، هل وجدته أم لا؟