الأستاذ “زياد خداش” معلم الكتابة الإبداعية في مدرسة “أمين الحسيني”، الحائز على جائزة فلسطين للآداب والذي لقّب بكاسر الطبيعة، ابتكر أسلوبًا جديدًا في تعليم الإبداع لطلابه؛ فهو يبحث عن القوانين والأنظمة التي تَحُوْل بين الطالب وإبداعه ليخرقها برفقة الطالب.

“حو حو حرية .. حو حو حرية”
الحرية هي المحور الرئيسي والدستور والقانون الأول في فلسفة كاسر الطبيعة “زياد خداش”، فالحرية تمثل له قصة عشق لا تنتهي وحكاية حياة لا تفنى، هي جنته الأولى على الأرض.  لا يستطيع كاسر الطبيعة أن يعيش دون أن يقدم وينقل هذه القيمة إلى طلابه في المدرسة، بل يعمل على مشاركتهم في نزع قناع الكبت والأسر عن تصرفاتهم وأفعالهم.

لنكشف قليلا عن ستار حصة الأستاذ زياد خداش. عندما يقرع  جرس المدرسة  يذهب كل المعلمين إلى حصصهم، أما هو فلا يسمع هذا الجرس، إنما يسمع جرسا آخر يَقرَع في رأسه هذه النغمة  “حو حو حرية .. حو حو حرية “  فيذهب بهذا الصوت إلى حصته، وقبل أن يبدأ بإلقاء حصته، يستعد الطلبة إلى مشاركة زيادة خداش في سمفونيته، ويرفعون أيديهم عاليا في السماء ثم يُنزلونها إلى دروجهم ليبدأ حفل الطبول؛ فتراهم يطبلون على أدراجهم ومقاعدهم ويصيحون بأعلى أصواتهم  “حو حو حرية .. حو حو حرية “. وعلى هذا المنوال اعتاد كاسر الطبيعة بدء حصصه واختتامها بهذه السمفونية.

كسر الحواجز 
أجمل ما في حصصه أنه يكسر حواجز الخوف وحواجز الخجل التي تخيم على نفوس الطلاب؛ فهو يضفي على جو الحصة نشاطات وأفعال غير اعتيادية، وأجمل ما في الأمر أنه هو نفسه من يبدأ بتنفيذ هذه النشاطات تشجيعا لهم. فعلى سبيل المثال، يخجل الطلاب بشكل عام من ذكر أسماء أمهاتهم، فقام زيادة خداش بتصوير نفسه أولا وأخذ يقول أمام الطلبة  “أنا زياد ابن آمنة بحب اسم أمي وبفخر فيه”  فأخذ كل طالب بذكر اسم أمه ويقول أنا ابن فلانة وأحب اسمها وأفتخر به.

كما يحب الأستاذ زياد خداش كسر الروتين والملل، يحب أيضا مساعدة الطلاب على إطلاق إبداعاتهم ومواهبهم، فتارةً تجده يهرب مع الطلاب من المدرسة، وتارةً أخرى تجده يضع منصةً للطلبة ليعتلوها في وصلة من الرقص الحر، أو ليلقلوا قصائدهم، وقد يأخذهم بخياله للحديث مع الشمع، والعديد من النشاطات الأخرى التي من شأنها كسر الروتين المدرسيّ وإطلاق المكنون الإبداعي لدى الطلاب.

وأخيرًا تجد كاسر الطبيعة  سارحًا في ثنايا الطبيعة يحدث الشجر والحجر، يرى الشمس شمعته الكبرى المفضلة، يعانق الزيتون، ينقشُ قصصه على الصخور، ويغرس في قلب كل طفل رسالة حرية وروحا مبدعة.

زياد خداش رمزٌ للحرية الجديدة.

هل أحببت أسلوب الأستاذ زياد خدّاش في تدريس طلابه؟ هل ذكّرتك هذه المقالة بأحد أساتذتك المميزين في المدرسة؟ شاركنا بقصة عن أحدهم ..