الاسم ظاهر وعشرون ربيعاً كتب لنا فيها من عمره صوتاً أطرب عراقة بيرزيت لتنضح بما فيها من شباب، كانت أول سقية لنا منها الظاهرة محمود عودة أبو الظاهر، طالب الإدارة العامة في جامعة بيرزيت، في سنته الثالثة من قرية أبو شخيدم.

حظيتُ بعشر دقائق من الحديث معه تمنيت فيها أن أخرج من جو الواجب الإعلامي لأستمتع بسلام صوته العذب. لم يصبني سوى الذهول عندما علمت أن صديقه عمر طالب الهندسة في جامعة بيرزيت كان بمثابة الدَفْعَة الأولى له حين أخبره بسلام صوته، – كم جاد علينا بكرمه حين شجعه على الظهور! إذ يروي محمود أن عمر ودون سابق إنذار طلب منه أن يغني خلال حضورهم لعرض مسرحي.  ومن نهاية ذلك العرض ومع ذهول من أبو الظاهر كانت البداية.

“دعموني بشكل كبير، لم أكن أتوقعه”، هكذا عبر محمود عن مدى سعادته بمن حوله، فدعم أصدقائه وطلاب جامعته هوالذي زرع فيه حب الاستمرار، من نشر ومشاركة للمقاطع الصوتية الخاصة به، والتي حظيت بإعجابات ومشاركات واسعة وصلت 19000 مشاهدة، إلى مقابلات مع إذاعة جامعة بيرزيت، إلى المساعدة في مونتاج فيديوهاته القصيرة، وغير ذلك مما قدمه أبناء جامعته له في سبيل الوصول. وكان من أكثر ما أسعده وصول مقاطعه الصوتية إلى أهلنا في الشتات وإرسالهم الرسائل الخاصة له  يشجعونه على المواصلة، ويعبرون عن اشتياقهم لموال فلسطيني ولصوت يربطهم بالوطن.

“يا حباب ارجعوا صوب الوطن وعودا

لنوفي للوطن أغلى وعودو

بلبل مجهز الحانو وعودو

ليغني للوطن أجمل عنا”

محمود أبو الظاهر

محمود أبو الظاهر

أما عن يومه في الجامعة، فيخبرنا أبو الظاهر عن مدى سعادته حين يجتمع الطلاب على طاولات الكافتيريا المركزية يطلبون منه الغناء لتبدأ أجواء من الفرح والدبكة على أنغام  تطرب الجالس وتستدرج المارين في الطريق. هذه حياة الطلاب في بيرزيت، يسيرون في زفة الشهيد، ويشجعون المواهب الغنائية وأصواتاً ممزوجة برائحة  قهوة العم أبو أحمد، وضحكة أستاذ لطلاب يفاجئونه بعيد ميلاده.

يسعى محمود لإنتاج عمل يضمه ومن يملكون ملكة الغناء من طلاب جامعة بيرزيت في خطوة أولية لتأسيس فرقة غنائية تحمل اسم بيرزيت، آملين بذلك أن يصل صوتهم للمجتمع الفلسطيني الذي كان وما زال حاضنة للمواهب الشابة.