انطلاقاً من وسط مدينة الخليل الواقعة في وسط فلسطين جنوبي الضفة الغربية ، اتجهنا جنوباً نحو البلدة القديمة، التي كانت تعد مركز مدينة الخليل قديماً، والتي كانت ستبقى كذلك لولا سياسات الاحتلال التي مارسها للاستيلاء على المنطقة بالقوة وسرقتها من أيدي أصحابها؛ حيث أن الشاهد على تلك الممارسات، هي مستوطنة صهيونية  بنيت في قلب المدينة.

 ولن تُصدقوا إذا أخبرتكم أن هناك عائلات يهودية فلسطينية نزحت بسبب الاستيلاء على بيوتها في البلدة القديمة في الخليل، ولم تستطع استرجاعها رغم محاولاتها المتكررة لفعل ذلك!

لكن برغم المضايقات الصهيونية لسكان المنطقة، ما زال هناك عائلات فلسطينية صامدة، تسكن بجانب عائلات صهيونية استولت على البيوت الفلسطينية، ولا تقصر أبدا في ممارسة أبشع أساليب الاستفزاز ضدهم.

2016-11-13-20-30-21-705

بعد المشي بين البيوت القديمة  تحت عيون وكاميرات الصهاينة، وصلنا لبوابة المسجد الابراهيمي، حيث لافتة كتب عليها (القدس تبعد 20 كم من هنا) ،بعد أن استوقفتني تلك اللافتة، عدت لأكمل مساري إلى بوابة المسجد التي تعتمد سرعة وصولي إليها على مزاج الجندي الواقف في آخر الصف، كان علي الانتظار لمدة 20 دقيقة، مر خلالها 15 شخصا قبلي، حتى جاء دوري لأقابل الجندي وأمر عبر ممر البوابة الضيق.

وصلنا إلى المسجد الابراهيمي، الحرم الرابع من حيث القدسية عند المسلمين. بُني المسجد فوق مغارة دُفن فيها النبي ابراهيم عليه السلام  وزوجته سارة، والنبي إسحق وزوجته رفقة، والنبي يعقوب وزوجته ليئة (عليهم السلام). سكن النبي ابراهيم المدينة في العهد الروماني وبنى المسجد فيها وسميت المدينة باسمه، فقد كان يطلق على سيدنا ابراهيم اسم (خليل الرحمن).

مدخل الحرم الإبراهيمي

مدخل الحرم الابراهيمي

ننتقل إلى محطة أخرى من محطات البلدة القديمة، وهي “التكية” التي تعد وقفا يتبع للمسجد الابراهيمي، تصنع فيها “شوربة سيدنا ابراهيم” يومياً، إضافة إلى قيام القائمين على التكية بتوزيع الأطعمة الفلسطينية مرتين أسبوعياً مجاناً على عامة الناس.

أُنشئت التكية في زمن صلاح الدين الأيوبي لإطعام الجيوش الإسلامية، ثم أصبح الهدف منها إطعام الحجاج وزوار المسجد الابراهيمي، أما الآن، فهي تقوم على إطعام عامة الناس، حيث يلجأ الفقراء إليها، حتى اشتهرت المدينة بأنها مدينة (لا ينام فيها جائع). يذكر أن جميع نفقات التكية تأتي من خلال تبرعات عامة الناس.

هل زرت المسجد الابراهيمي يوما، إرو لنا تفاصيل رحلتك؟

من داخل المسجد الإبراهيمي