لطالما كانت جامعة بيرزيت أحد الخيارات الأكثر تفضيلاً وصيتاً بين أبناء الجيل الصاعد، ينهال إليها آلاف الطلبة مع فتح أبواب التسجيل للعام الدراسي الجديد.. المزيد المزيد من وجود الطلاب أمام ، ناظريك، فأنت ما تلتفت إلا لترى نفسك محاطاً بعدد مهول منهم، يبدو المشهد مهولاً تارة.. الطلاب كالجنود المجندة، وتارةً أخرى يبدو المشهد كلوحةٍ نابضة بالحياة، هي الأجمل على الإطلاق،
ليس بوسعك أن تكون جزءاً من عالم بيرزيت وتنطوي على نفسك في ذات الوقت؛ كل شيء هنا يدعو للفضول.. لا يمكنك أن تقف متفرجاً، في الحقيقة لن تستطيع فعل ذلك، بل ستجد نفسك على العكس تماماً منجذباً دون تخطيط مسبق لأي مما يحدث داخل أسوار ذلك المكان. سيزداد بداخلك حب الاستطلاع وستظن أنك أصبحت مستكشفاً لخبايا كثيرة تدور ها هنا
لكن كل شيء في بيرزيت يبدو مختلفاً عندما تغمض عينك لتفتحها مجدداً على عامك الأخير فيها
بداية سينتابك الحنين للمكان، ولا شك بأن هذا الشعور سيتفاقم كلما مررت بأحد أزقة الجامعة.. ولا أدري ما العلاقة لكنه يزداد كثيراً بقدوم الشتاء –بالرغم من أجواء الأسكيمو البيرزيتي– ولربما تندثر حقيقة أن بيرزيت باردة كثيراً في الشتاء، لأن ذكرياتك المتناثرة في أرجاء المكان أكثر دفئاً
ستدرك في عامك الأخير بأن سنواتك البيرزيتية كانت الأجمل وبأن كل شبر هنا يحمل ما لا تستطيع نسيانه..
وستدرك بأن ما منحتك اياه هذه التجربة كان أكثر الأشياء التي ساعدتك على صقل شخصيتك من جديد..
ستسير كل يوم في شوارع الجامعة راغباً بألا ينتهي هذا المطاف.. وستشعر بأن عليك أن تجلس في كل ركن وزاوية فيها، وأن تقابل كل أولئك الذين رافقوك الدرب منذ البدايات؛ لأنك وإن عدت كزائر لها فيما بعد -هذا إن سمحت لك حياتك الأخرى وواقعك الجديد بأن تفعل ذلك- لن تشعر بما تشعر به وأنت جزء لا يتجزأ من الجامعة…
“معلش نرجع بالزمن شوي؟” ، “يا ريت ضل إلي ساعات أكتر عشان أضل كمان فصل وما أتخرج”، “يا الله! لسا مبارح دخلت بيرزيت كيف صرت بدي أتخرج؟!”
هذه العبارات ستجد لها مكاناً داخل رأسك الممتلئ بكل شيء، وربما تحل بك بعد التخرج ولزمن لا ينتهي.. وقد تختلط مشاعر الحنين التي تشعر بها مسبقاً بمشاعر فرح نسبيّ لأنك ستنهي مرحلة مهمة في حياتك، أقول نسبي هنا لأنني على يقين بأنه ما من أحد يدخل بيرزيت إلا وتمنى أن يعود قليلاً للوراء؛ ليحظى بالمزيد من الصباحات في أروقة بيرزيت المكتظة والأجمل دوماً.
هل يبدو عامكم الأخير في بيرزيت مشابهاً؟ شاركونا ذكرياتكم البيرزيتية