لطالما كانت جامعة بيرزيت المميزة في كل شيء، وحلماً راود طلاباً كثيرين أرادوا أن يدخلوها ويعيشوا داخل أسوارها حياة جامعية تحمل في طياتها الكثير من التجارب والمواقف التي تبقى راسخة في الذاكرة والوجدان، هيا نتحدث عن بعض هذه المواقف والأحداث التي لا بد وأن كل طالب بيرزيتّي قد عايشها :

  •  الأزمة المالية والإضرابات المتكررة

إذا كانت العطلة التي تقضيها أكثر من الدوام نفسه، وربما تفوق زمنياً عطلة المدراء في الشركات، فهذا الأمر طبيعي بالنسبة للشعب “البيرزيتيّ”، فلا بُدّ من إعلان الإضراب المفتوح بين فترة وأخرى في الجامعة احتجاجاً على رفع الأقساط، أو احتجاج العاملين في الجامعة أنفسهم على قرارات متعلقة بأمور مالية تخصهم، فإذا وجدت أصدقائك بدأوا امتحاناتهم النهائية في الجامعات الأخرى في حين أنك لا زلت تتقدم للامتحانات النصفية فلا تبتئس، هذه هي طقوس الحياة في بيرزيت.

 أزمة السير تمنحك  “Tan” مجاني

بعد يوم طويل ومنهك تجرّ أقدامك إلى بوابة الجامعة على أمل أن تصل إلى المنزل بأقصى سرعة ممكنة، تصل البوابة وتتفاجأ بجموع غفيرة تتصارع على ذلك الاختراع أصفر اللون، تقف بين هذا العدد الكبير من الطلاب على أمل أن تستقل “التاكسي” وتعود إلى بيتك بسلام، لكن الأمر ليس بهذه السهولة، هذه حرب يتوجب على كل منّا خوضها يومياً وقد يطول انتظارك لساعة او أكثر تتفنن فيها أشعة الشمس في منحك   “Tan” مجاني لا تحصل عليه سوى في بيرزيت.

 جامعة بيرزيت بداية الفصل الدراسيالشُعب المغلقة قد تُساعدك على خسارة بعض الوزن

ما إن يُفتح التسجيل بداية كل فصل وإن ينتهي تجد نفسك في دوامة لا تنتهي، تستيقظ صباحاً حتى تتمكن من إيجاد متسع لك في المواد التي تريدها، “رتاج” يكاد يفقد عقله 12,101 طالب يشدوا رحالهم إليه للتسجيل، إنه موسم الحج الالكتروني إلى ريتاج.. طبعاً ستنتظر كثيراً قبل أن تصل إلى “الحذف والإضافة” وما أن تصل حتى تُفاجأ أن الشعب ممتلئة، فتبدأ رحلة جديدة تضطر فيها إلى إمضاء يومك راكضاً من كلية لأخرى ومن دكتور لآخر لتجد لنفسك مكاناً في هذه الشعب المُكتظة، الأمر ليس سيئاً لهذا الحد، يكفي أنك ستمارس رياضة المشي والركض وقد تخسر بعض الوزن

فترة الانتخابات و”الاستقطاب”

ما أن تقترب انتخابات مجلس الطلبة في الجامعة حتى تتهافت الكتل الطلابية على طلبة الجامعة وخاصةً “السنافر” منهم، فتجدهم يجوبون شوارع الجامعة يتصيدون “السنافر” لاستقطابهم إلى كتلةٍ ما لحشد أكبر عدد من الطلاب لصفّهم، وتبدأ المعارض التي تمنحك كتب جامعية بأسعار زهيدة جداً، وقرطاسية بنصف السعر، وكلّ ما يخطر ببالك، حتى أنك تصبح بين لحظة وضحاها مهماً، فإذا جاء اليوم المنشود ترى الجامعة ترتدي ألوان الطيف السبعة، وكل كتلة تعلّق أعلامها وشعاراتها في كل مكان تقريباً، ويكون السؤال الأكثر شهرة في هذا اليوم “صوّتت؟” أو “لمين صوّتت؟

كلية العلوم “المتاهة”

إذا كنت طالباً في السنة الأولى ودخلت كلية العلوم.. لا تحزن، ستجد نفسك في متاهة حقيقية، تدخل من جهة وتجد نفسك في جهة أخرى وتعود وتصعد وتنزل وربما ستفوتك المحاضرة ولن تصل إلى القاعة التي تبحث عنها، لا يتعلق الأمر بكونك “سنفوراً” لا تعلم أين تذهب حقاً، ولكن المشكلة الحقيقية أن هذه الكلية صُممت لتكون متاهة يضيع فيها أي شخص يدخلها وإن كان طالباً في السنة الخامسة! كل ما عليك فعله هو أن تنظر إلى الجانب المشرق في الموضوع لأنك في كلّ مرة تدخل كلية العلوم ستكتشف ممرا جديدا.

من المؤكد أن تجربتك غنية بتفاصيل لا أحد يتقن روايتها غيرك، لماذا لا تذكر لنا بعضا منها ؟